وقد نَقَلَ الشيخُ الْهَجْوِيْرِيُّ حكايَةً لإيضاح معنى كونِ الكلامِ حقًّا، أوْ باطِلاً: سمِعَ سَيِّدُنا أبو بَكْرٍ الشِّبْلِيُّ البَغْدَادِيُّ رحمه الله تعالى وهو يَمُرُّ بحَيِّ بَغْدَادَ رجُلاً يقولُ: السُّكُوْتُ خَيْرٌ مِن الكلامِ، فقالَ: سُكُوْتُكَ خَيْرٌ من كلاَمِكَ، وكلاَمِي خيرٌ من سُكُوْتِكَ[1].
تعريف الفحش
ما أَحْسَنَ حَظَّ الإخْوَةِ والأَخَوَاتِ الذِيْنَ لا يتكَلَّمُوْنَ إلاّ بخَيْرٍ، ويأمرون النَّاسَ بالبرِّ، ولِلأَسَفِ اليوم، قَلَّتْ الْمَجَالِسُ التي تَخْلُو عن الكلامِ الفاحِشِ حَتّى لم يَعُدْ يَتَجَنَّبُه من يكونُ على هَيْئَةِ الْمُتَدَيِّنِيْنَ لَعَلَّه لا يَعْرِفُ ما هو الْفُحْشُ وبَيْنَ أيديكم حدّ الفحش وهو عِبَارَةٌ عَن الأُمُوْرِ الْمُسْتَقْبَحَةِ بالعِبَاراتِ الصَّرِيْحَةِ[2]، والشَّبَابُ الذين يَقُصُّون حكاياتٍ عن خَلَوَاتِ الزِّفَافِ وأَسْرَارِه دون حاجةٍ سِوى تَحْرِيضِ الشَّهَوَاتِ، وإشعالها، ويتَكَلَّمُوْن، ويَمْزَحُون بكلامٍ فاحِشٍ، ويَسُبُّوْنَ، ويُشِيْرُوْنَ بإشَارَاتٍ فاحِشَةٍ،