مَنْفَعَةٌ، أَمّا الّذِي هو ضَرَرٌ مَحْضٌ فلا بُدّ مِن السُّكُوْتِ عنه، وكذلكَ ما فِيْهِ ضَرَرٌ ومَنْفَعَةٌ لا تَفِي بالضَّرَرِ، وأَمَّا ما لا مَنْفَعَةَ فيه ولاَ ضَرَرَ فهُوَ فضُوْلٌ، وَالاشتغالُ بهِ تَضْييْعُ زَمَانٍ وهُوَ عَيْنُ الْخُسْرَانِ فلا يَبْقَى إلاّ الْقِسْمُ الرَّابِعُ، فقَدْ سَقَطَ ثَلاَثَةُ أَرْبَاعِ الكلامِ وبَقِيَ رُبُعٌ، وهَذَا الرُّبُعُ فِيْهِ خَطَرٌ إذْ يَمْتَزِجُ بمَا فِيْهِ إثْمٌ مِن دَقَائِقِ الرِّيَاء والتَّصَنُّعِ، والغيبةِ، وتَزْكَيِةِ النَّفْسِ، وفضُوْلِ الكلامِ امْتِزَاجًا يَخْفَى دَرْكُهُ فيَكُوْنُ الإنسانُ به مُخَاطِرًا[1].
السفيه يتكلم دون التفكر
أيها الإخوة في الإسلام! العاقِلُ مَن يُفَكِّرُ قَبْلَ أَنْ يتَكَلَّمَ، والسَّفِيْهُ من يتَكَلَّمُ ما يَشَاءُ دُوْنَ أَنْ يُفَكِّرَ حتَّى ولَوْ وَصَلَ إلى غايَةِ الذلّةِ وَالْهَوَانِ وقالَ سَيِّدُنَا الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رحمه الله تعالى: إنّ لِسَانَ الْحَكِيْمِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِهِ، فإذا أَرَادَ أن يقولَ رَجَعَ إلى قَلْبهِ، فإن كانَ له قالَ، وإنْ كانَ عَلَيْهِ أَمْسَكَ، وإنّ الْجاهِلَ قَلْبَه على طَرَفِ لِسَانه لا يَرْجِعُ إلى قَلْبه، ما أَتَى عَلَى لِسَانهِ تَكَلَّمَ[2].