الكلام عن العمليات الإرهابية دون حاجة
إذا وَقَعَ عمَلٌ إرْهابيٌّ في مكانٍ مَّا أُتِيْحَتْ لِكثيرٍ مِن النّاسِ فُرْصَةُ فضول الكلام والبعضُ يتَكَلُّمون كلامًا مَمْلُوْءًا بالْمَعَاصِي، وفي كُلِّ مَكَانٍ يُذْكَرُ ذَلِكَ الْحَادِثُ، وتُخَمَّنُ الأَوضَاعُ، ويُناقشُ فيها دونَ عِلْمٍ، وتُتَّهَمُ أَحْزَابٌ سِيَاسِيَّةٌ أوْ زُعَمَاؤُهَا رَجْمًا بالْغَيْبِ.
ولَيْسَ مِثْلُ هذا الكلامِ عَبَثًا، فحَسْبُ إنَّمَا هو سبَبٌ لِنَشْرِ الرُّعْب والشَّائِعَاتِ وإثَارَةِ الضَّجَّةِ بَيْنَ النَّاسِ وأيضًا تَرْغَبُ النَّفْسُ في الحديث عن الأخبارِ الْمُرِيْعَةِ وفي بعضِ الأحيانِ يَدْعُو النَّاسُ اللهَ تعالى حِيْنَ سَمَاعِهَا، لكِنْ في الحقيقةِ يَتمَتَّعونَ بسَماعِ مثلِ هذه الأَخْبَارِ الْمُرْهِبَةِ يا لَيْتَنَا نَكُفُّ أَلسنَتِنا عنِ الْحَديث في أَخْبَارِ الإرْهَاب والتَّفْجيرَاتِ، ونَعْرِفُ مَكْرَ النَّفْسِ، نَعَمْ لا نَتْرُكُ الدُّعَاءَ لِمَنِ اسْتُشْهِدَ مَظْلُوْمًا أوْ أُصِيْبَ، ولا نترك الدعاء بنَصْرِ الإسلام والمسلِمِيْنَ، فإنَّ هذا من موجبات الأجر، وإذا سَمِعْنَا مِثْلَ هذا الكلامِ فيَنْبَغِي أَنْ نَتَفَكَّرَ في نيَّاتِنَا: إن كانَتْ حَسَنَةً فلاَ حَرَجَ فِيْه غَيْرَ أَنَّه يُقْصَدُ به التَّمَتُّعُ على الأَكْثَرِ.