تعالى {يثبت الله الذين آمنوا} الآية قال الشهادة يسألون عنها في قبورهم بعد موتهم قيل لعكرمة ما هو قال يسألون عن الإيمان بمحمد وأمر التوحيد.
الثالثة: أقول قد ورد في رواية أنه يسأل في المجلس الواحد ثلاث مرات وباقي الروايات ساكتة عن ذلك فتحمل على ذلك أو يختلف الحال بالنسبة إلى الأشخاص وقد تقدم عن طاووس أنهم يفتنون سبعة أيام.
الرابعة: قال القاضي إن من لم يدفن ممن بقي على وجه الأرض يقع لهم السؤال والعذاب ويحجب الله أبصار المكلفين عن رؤية ذلك كما حجبها عن رؤية الملائكة والشياطين قال بعضهم وترد الحياة إلى المصلوب ونحن لا نشعر به كما أنا نحسب المغمى عليه ميتا وكذلك يضيق عليه الجو كضمة القبر ولا يستنكر شيئا من ذلك من خالط الإيمان قلبه وكذلك من تفرقت أجزاؤه يخلق الله الحياة في بعضها أو كلها ويوجه السؤال عليها قاله إمام الحرمين قال بعضهم وليس هذا بأبعد من الذر الذي أخرجه الله من صلب آدم {وَأَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ}.
الخامسة: قال إبن عبد البر لا يكون السؤال إلا لمؤمن أو منافق كان منسوبا إلى دين الإسلام بظاهر الشهادة بخلاف الكافر فإنه لا يسأل وخالفه القرطبي وإبن القيم قالا أحاديث السؤال فيها التصريح بأن الكافر والمنافق يسألان قلت ما قالاه ممنوع فإنه لم يجمع بينهما في شيء من الأحاديث وإنما ورد في بعضها ذكر المنافق وفي بعضها بدله الكافر وهو محمول على أن المراد به المنافق بدليل قوله في حديث أسماء وأما المنافق أو المرتاب ولم يذكر الكافر وفي آخر حديث أبي هريرة عند الطبراني من قول حماد وأبي عمر الضرير ما يصرح بذلك.
السادسة: قال الحكيم الترمذي سؤال القبور خاص بهذه الأمة لأن الأمم قبلها كانت الرسل تأتيهم بالرسالة فإذا أبوا كفت الرسل واعتزلوهم وعوجلوا بالعذاب فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالرحمة