وقد قال النسفي في بحر الكلام الأنبياء وأطفال المؤمنين ليس عليهم حساب ولا عذاب القبر ولا سؤال منكر ونكير وقد جزم أصحابنا الشافعية بأن الطفل لا يلقن بعد الدفن وأن التلقين يختص بالبالغ هكذا ذكره النووي في الروضة وغيرها وهو دليل على أن الأطفال لا يسألون وقد أفتى به الحافظ إبن حجر كما تقدم نقله عنه..
فائدة:
أورد إبن الجوزي في الموضوعات من حديث أنس مرفوعا ما مات مخضوب ودخل القبر إلا ومنكر ونكير لا يسألانه يقول منكر يا نكير سائله يقول كيف أسائله ونور الإسلام عليه وقال وفي إسناده داود بن صغير منكر الحديث قلت وقوله نور الإسلام يفسره ما ثبت في الحديث الصحيح إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم فإن كان للحديث أصل حمل على ما كان نيته بذلك المحافظة على السنة.
باب فظاعة القبر وسهولته وسعته على المؤمن.
وأخرج الحاكم وإبن ماجه والبيهقي وهناد في الزهد عن هانىء مولى عثمان قال كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته فيقال له تذكر الجنة والنار فلا تبكي وتبكي من هذا فيقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيت منظرا إلا والقبر أفظع منه.
وأخرج إبن ماجه عن البراء قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فجلس على شفير قبره فبكى وأبكى حتى بل الثرى ثم قال يا إخوتي لمثل هذا فأعدوا.
وأخرج أحمد والنسائي وإبن ماجه عن إبن عمرو قال توفي رجل