عنوان الكتاب: شرح الصدور

أمسك عنهم العذاب وأعطي السيف حتى يدخل في دين الإسلام ومن دخل لمهابة السيف ثم يرسخ الإيمان في قلبه فمن هنا ظهر النفاق فكانوا يسرون الكفر ويلعنون الإيمان فكانوا بين المسلمين في ستر فلما ماتوا قيض الله لهم فتاني القبر ليستخرج سرهم بالسؤال وليميز الله الخبيث من الطيب وخالفه آخرون فقالوا السؤال لهذه الأمة وغيرها.

قال إبن عبد البر ويدل للإختصاص قوله إن هذه الأمة تبتلى في قبورها وقوله أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم وقوله فبي تفتنون وعني تسألون.

السابعة: قال الحكيم أيضا إنما سميا فتاني القبر لأن في سؤالهما إنتهارا وفي خلقهما صعوبة وسميا منكرا ونكيرا لأن خلقهما لا يشبه خلق الآدميين ولا خلق الملائكة ولا خلق البهائم ولا خلق الهوام هما خلق بديع وليس في خلقتهما أنس للناظرين إليهما جعلهما الله تكرمة للمؤمن لتثبيته وتبصرة وهتكا لستر المنافق في البرزخ من قبل أن يبعث حتى يحل عليه العذاب.

قلت وهذا يدل على أن الإسم منكر بفتح الكاف وهو المجزوم به في القاموس وذكر إبن يونس من أصحابنا الشافعية أن إسم ملكي المؤمن مبشر وبشير.

الثامنة: قال القرطبي إن قيل كيف يخاطب الملكان جميع الموتى في الأماكن المتباعدة في الوقت الواحد فالجواب إن عظم جثتهما يقتضي ذلك فيخاطبان الخلق الكثير في الجمعة الواحدة في المرة الواحدة مخاطبة واحدة بحيث يخيل لكل واحد من المخاطبين أنه المخاطب دون من سواه ويمنعه الله تعالى من سماع جواب بقية الموتى.

قلت ويحتمل تعدد الملائكة المعدة لذلك كما في الحفظة ونحوهم ثم رأيت الحليمي من أصحابنا ذهب إليه فقال في منهاجه والذي يشبه أن تكون ملائكة السؤال جماعة كثيرة يسمى بعضهم منكرا وبعضهم نكيرا فيبعث إلى كل ميت إثنان منهم كما كان الموكل عليه لكتابة أعماله ملكين إنتهى.

التاسعة: إختلفت الأحاديث السابقة في قدر سعة القبر للمؤمن


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331