يقول كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه يجري عليه عمله حتى يبعثه الله ويؤمن من فتان القبر.
وأخرج البزار عن عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات مرابطا في سبيل الله أجري عليه أجر عمل الصائم وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان ويبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع الأكبر.
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رابط في سبيل الله أمنه الله من فتنة القبر.
وأخرج في الأوسط عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من توفي مرابطا وقي فتنة القبر وجرى عليه رزقه.
وأخرج في الكبير عن سلمان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رباط يوم في سبيل الله كصيام شهر وقيامه ومن مات مرابطا جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأمن الفتان وبعث يوم القيامة شهيدا.
وأخرج إبن عساكر في تاريخه عن إبن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رابط يوما في سبيل الله كان كصيام شهر وقيامه وأجير من فتنة القبر وأجري عليه عمله إلى يوم القيامة.
وأخرج إبن ماجه والبيهقي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات مريضا مات شهيدا ووقي فتنة القبر وغدي وريح عليه برزقه من الجنة.
قال القرطبي هذا عام في جميع الأمراض ولكن يقيد بالحديث الآخر من قتله بطنه لم يعذب في قبره أخرجه النسائي وغيره والمراد به الإستسقاء وقيل الإسهال والحكمة في ذلك أن يموت حاضر العقل عارفا بالله تعالى فلم يحتج إلى إعادة السؤال عليه بخلاف من يموت بسائر الأمراض فإنهم تغيب عقولهم قلت لا حاجة إلى شيء من هذا التقييد فإن الحديث غلط فيه الراوي باتفاق الحفاظ وإنما هو من مات مرابطا لا من مات مريضا وقد أورده إبن الجوزي في الموضوعات لأجل ذلك