وأخرج البيهقي في كتاب عذاب القبر عن يزيد بن عبد الله بن الشخير قال بينما رجل يسير في أرض إذ إنتهى إلى قبر فسمع صاحبه يقول آه آه فقام على قبره فقال فضحك عملك وافتضحت.
وفي تاريخ المقريزي في سنة تسع وتسعين وستمائة قدم البريد بأن رجلا من الساحل ماتت إمرأته فدفنها وعاد فتذكر أنه نسي في القبر منديلا فيه مبلغ دراهم فأخذ فقيه القرية ونبش القبر ليأخذ المال والفقيه على شفير القبر فإذا المرأة جالسة مكتوفة بشعرها ورجلاها أيضا قد ربطتا بشعرها فحاول حل كتافيها فلم يقدر فأخذ بجهد نفسه في ذلك فخسف به وبالمرأة إلى حيث لم يعلم لهما خبر فغشي على فقيه القرية مدة يوم وليلة فبعث السلطان بخبر هذه الحادثة وما كتب به من الشام إلى الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد فوقف عليه وأراه الناس ليعتبروا بذلك.
قال العلماء عذاب القبر هو عذاب البرزخ أضيف إلى القبر لأنه الغالب وإلا فكل ميت وإذا أراد الله تعالى تعذيبه ناله ما أراد به قبر أو لم يقبر ولو صلب أو غرق في البحر أو أكلته الدواب أو حرق حتى صار رمادا أو ذري في الريح ومحله الروح والبدن جميعا باتفاق أهل السنة وكذا القول في النعيم.
قال إبن القيم ثم عذاب القبر قسمان دائم وهو عذاب الكفار وبعض العصاة ومنقطع وهو عذاب من خفت جرائمهم من العصاة فإنه يعذب بحسب جريمته ثم يرفع عنه وقد يرفع عنه بدعاء أو صدقة أو نحو ذلك.
قال اليافعي في روض الرياحين بلغنا أن الموتى لا يعذبون ليلة الجمعة تشريفا لهذا الوقت قال ويحتمل إختصاص ذلك بعصاه المسلمين دون الكفار. وعمم النسفي في بحر الكلام فقال إن الكافر يرفع عنه العذاب يوم الجمعة وليلتها وجميع شهر رمضان
قال وأما المسلم العاصي فإنه يعذب في قبره ولكن يرفع عنه يوم