أهل المدينة له أخت فماتت فجهزها وحملها إلى قبرها فلما دفنت ورجع إلى أهله ذكر أنه نسي كيسا كان معه في القبر فاستعان برجل من أصحابه فأتيا القبر فنبشاه.
فوجد الكيس قال للرجل تنح عني حتى أنظر على أي حال أختي فرفع بعض ما على اللحد من اللبن فإذا القبر يشتعل نارا فرده وسوى القبر ورجع إلى أمه فسألها عن حال أخته فقالت كانت تؤخر الصلاة ولا تصلي فيما أظن بوضوء وتأتي أبواب الجيران إذا ناموا فتلقم أذنها أبوابهم فتخرج حديثهم.
قال الحافظ إبن رجب وروى الهيثم بن عدي حدثنا أبان بن عبد الله البجلي قال هلك جار لنا فشهدنا غسله وكفنه وحمله إلى قبره وإذا في قبره شبيه بالهر فزجرناه فلم ينزجر فضرب الحفار جبهته بمددة فلم يبرح فتحول إلى قبر آخر فلما لحد فإذا ذلك الهر فيه فصنعوا به مثل ما صنعوا أولا فلم يلتفت فرجعوا إلى قبر ثالث فلما لحد فإذا ذلك الهر فيه فصنعوا به مثل ما صنعوا فلم يلتفت فقال القوم يا هؤلاء إن هذا الأمر ما مر بنا مثله فادفنوا صاحبكم فدفنوه فلما سوي عليه اللبن سمعنا قعقعة عظيمة فذهبوا إلى إمرأته فقالوا يا هذه ما كان عمل زوجك وحدثوها ما رأوا فقالت كان لا يغتسل من الجنابة.
وذكر إبن الفارسي الكتبي صاحب أبي الفرج بن الجوزي في تاريخه أنه في سنة تسعين وخمسمائة وجد ميت ببغداد قد بلي ولم يبق غير عظامه وفي يديه ورجليه ضباب حديد قد ضرب فيهما مسماران أحدهما في سرته والآخر في جبهته وكان هائل الخلقة غليظ العظام وكان سبب ظهوره زيادة الماء كشفت جانب تل كان يعرف بالتل الأحمر.
وذكر إبن القيم في كتاب الروح قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن سنان السلامي التاجر وكان من خيار عباد الله قال جاء رجل إلى سوق الحدادين ببغداد فباع مسامير صغارا المسمار برأسين فأخذها الحداد وجعل يحمي عليها فلا تلين معه حتى عجز عن ضربها فطلب الذي باعها فوجده فقال من أين لك هذه المسامير قال لقيتها فلم يزل به