ثقة ورعا قال دخلت يوم الجمعة المقبرة نصف النهار فما مررت بقبر إلا سمعت قراءة القرآن.
وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم والبيهقي عن إبن عباس رضي الله عنهما قال ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباء على قبر وهو لا يحسب أنه قبر وإذا فيه إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فأتى نبي الله فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي المنجية هي المانعة تنجيه من عذاب القبر.
قال أبو القاسم السعدي في كتاب الروح هذا تصديق من النبي صلى الله عليه وسلم بأن الميت يقرأ في قبره فإن عبد الله أخبره بذلك وصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الإمام كمال الدين بن الزملكاني في كتاب العمل المقبول في زيارة الرسول هذا الحديث واضح الدلالة على أن الميت كان يقرأ في قبره سورة الملك وقد وقع في هذه الرواية ذكر إكرام الله بعض أوليائه بذلك وإكرام بعضهم بالصلاة وكان يدعو الله في حياته بذلك فإذا كان من كرامة الله لأوليائه تمكينهم من الطاعة والعبادة في القبر فالأنبياء بطريق الأولى.
وقال الحافظ زين الدين بن رجب في كتاب أهوال القبور قد يكرم الله بعض أهل البرزخ بأعماله الصالحة في البرزخ وإن لم يحصل له بذلك ثواب لإنقطاع عمله بالموت لكنه إنما يبقى عمله عليه ليتنعم بذكر الله وطاعته كما تتنعم بذلك الملائكة وأهل الجنة في الجنة وإن لم يكن على ذلك ثواب لأن نفس الذكر والطاعة أعظم نعيما عند أهلها من جميع نعيم أهل الدنيا ولذتها فما تنعم المتنعمون بمثل ذكر الله وطاعته.
وروى أبو الحسن بن البراء في كتاب الروضة عن عبد الله بن محمد بن منصور حدثني إبراهيم الحفار قال حفرت قبرا فبدت لبنة فشممت رائحة المسك حين إنفتحت اللبنة فإذا بشيخ جالس في قبره يقرأ القرآن.