وقال لي يا أبا سعيد أما علمت أن الأحباء أحياء وإن ماتوا وإنما ينقلون من دار إلى دار.
وفيها عن الشيخ أبي علي الروذباري أنه ألحد فقيرا فلما فتح رأس كفنه ووضعه على التراب ليرحم الله غربته قال ففتح لي عينيه وقال لي يا أبا علي لا تذللني بين يدي من يدللني فقلت يا سيدي أحياة بعد الموت فقال لي بل أنا حي وكل محب لله حي لأنصرنك بجاهي غدا.
وفيها عن بعضهم أنه كان نباش فتوفيت إمرأة فصلى الناس عليها وصلى عليها هذا النباش أيضا ليعرف القبر فلما جن الليل نبش قبرها فقالت سبحان الله رجل مغفور يأخذ كفن مغفور لها قال فقلت إنه غفر لك فأنا مغفور فقالت إن الله غفر لي ولجميع من صلى علي وأنت قد صليت علي فتركها ورد التراب ثم تاب وحسنت توبته.
وفيها بسنده عن إبراهيم بن شيبان قال صحبني شاب حسن الإرادة فمات فاشتغل قلبي به وتوليت غسله فبدأت بشماله من الدهشة فأخذها مني ثم ناولني يمينه فقلت صدقت يا بني أنا غلطت.
وفيها بسنده عن أبي يعقوب السوسي قال غسلت مريدا فأمسك إبهامي وهو على المغتسل فقلت يا بني خل يدي فإني أدري أنك لست بميت وإنما هي نقلة فخلى عن يدي.
وفيها عنه أيضا قال جاءني مريد بمكة فقال يا أستاذ غدا أموت وقت الظهر فخذ هذا الدينار فاحفر لي بنصفه وكفني بالنصف الآخر فلما كان الغد وجاء وقت الظهر جاء وطاف ثم تباعد ومات فلما وضعته في اللحد فتح عينيه فقلت أحياة بعد الموت فقال أنا محب وكل محب لله حي.
وقال القشيري سمعت الأستاذ أبا علي الدقاق يقول مر أبو عمرو البيكندي يوما بمكة فرأى قوما أرادوا إخراج شاب لفساده