عنوان الكتاب: شرح الصدور

وأمه تبكي فتشفع إليهم فقال هبوه مني هذه المرة فلما كان بعد أيام رأى أمه فسألها عن حاله فقالت إنه قد مات وأوصاني أن لا تخبري الجيران بموتي لئلا يشمتوا بي فإذا دفنتني فتشفعي لي إلى ربي قالت ففعلت فلما انصرفت عن رأس قبره سمعت صوته يقول إنصرفي يا أماه فقد قدمت على رب كريم.

وقال اليافعي في كفاية المعتقد أخبرنا بعض الأخيار عن بعض الصالحين أنه كان يأتي قبر والده في بعض الأوقات ويتحدث معه.

وقال ومن المشهور أن الفقيه الكبير الولي الشهير أحمد بن موسى بن عجيل سمعه بعض الفقهاء الصالحين من قرائه يقرأ سورة النور في قبره.

وأخرج إبن أبي الدنيا في كتاب القبور بسند فيه مبهم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه مر بالبقيع فقال السلام عليكم يا أهل القبور أخبار ما.

عندنا أن نساءكم قد تزوجن ودياركم قد سكنت وأموالكم قد فرقت فأجابه هاتف يا عمر بن الخطاب أخبار ما عندنا أن ما قدمناه فقد وجدناه وما أنفقناه فقد ربحناه وما خلفناه فقد خسرناه.

وأخرج الحاكم في تاريخ نيسابور والبيهقي وإبن عساكر في تاريخ دمشق بسند فيه من يجهل عن سعيد بن المسيب قال دخلنا مقابر المدينة مع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فنادى يا أهل القبور السلام عليكم ورحمة الله تخبرونا بأخباركم أم تريدون أن نخبركم قال فسمعنا صوتا من داخل القبر يقول وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين خبرنا عما كان بعدنا فقال علي أما أزواجكم فقد تزوجن وأما أموالكم فقد إقتسمت وأولادكم فقد حشروا في زمرة اليتامى والبناء الذي شيدتم فقد سكنه أعداؤكم فهذه أخبار ما عندنا فما أخبار ما عندكم فأجابه ميت قد تخرقت الأكفان وإنتثرت الشعور وتقطعت الجلود وسالت الأحداق على الخدود وسالت المناخر بالقيح والصديد وما قدمناه وجدناه وما خلفناه خسرناه ونحن مرتهنون بالأعمال.


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331