من فلان اليهودي فهن في قرني فأعطوه إياها واعلم أنه لم يحدث في أهلي حدث بعد موتي إلا قد لحق بي خبره حتى هرة ماتت منذ أيام واعلم أن بنتي تموت إلى ستة أيام فاستوصوا بها معروفا.
قال عوف فلما أصبحت أتيت أهله فنظرت إلى القرن وهو بالقاف محركا جعبة النشاب فأنزلته فإذا فيه عشرة دنانير في صرة فبعثت إلى اليهودي فقلت هل كان لك على صعب شيء قال رحم الله صعبا كان من خيار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلفته عشرة دنانير فنبذتها إليه فقال هي والله بأعيانها فقلت هل حدث فيكم حدث بعد موت صعب قالوا نعم حدث فينا كذا وكذا فما زالوا يذكرون حتى ذكروا موت الهرة قلت أين إبنة أخي قال تلعب فأتيت بها فمسستها فإذا هي محمومة فقلت استوصوا بها معروفا فماتت لستة أيام.
وأخرج إبن المبارك في الزهد عن عطية بن قيس عن عوف بن مالك الأشجعي أنه كان مؤاخيا لرجل يقال له محلم ثم إن محلما حضرته الوفاة فأقبل عليه عوف فقال يا محلم إذا أنت وردت فارجع إلينا فأخبرنا بالذي صنع بك قال محلم إن كان ذلك يكون لمثلي فعلت فقبض محلم ثم ثوى عوف بعده.
عاما فرآه في منامه فقال يا محلم ما صنعت وما صنع بك فقال له وفينا أجورنا قال كلكم قال كلنا إلا الأحراض هلكوا في الشر الذين يشار إليهم بالأصابع والله لقد وفيت أجري كله حتى وفيت أجر هرة ضلت لأهلي قبل موتي بليلة فأصبح عوف فغدا إلى إمرأة محلم فلما دخل قالت مرحبا زور صعب بعد محلم.
فقال عوف هل رأيت محلما منذ توفي قالت رأيته البارحة ونازعني في إبنتي ليذهب بها معه فأخبرنا عوف بالذي رآه وما ذكر من الهرة التي ضلت فقالت لا علم لي بذلك خدمي أعلم فدعت خدمها فسألتهم فأخبروها أنها ضلت لهم هرة قبل موت محلم بليلة ومحلم هو إبن جثامة أخو الصعب.
وأخرج أبو الشيخ بن حبان في كتاب الوصايا والحاكم في مستدركه