جميعا أرواح المسلمين تتوهج نورا والأخرى مظلمة فيجمعها جميعا فيعلقها في الصور ثم ينفخ فيه فيقول الرب جل جلاله وعزتي ليرجعن كل روح إلى جسده فتخرج الأرواح من الصور مثل النحل قد ملأت ما بين السماء والأرض فيأتي كل روح إلى جسده فتدخل فتمشي في الأجساد مثل السم في اللديغ فقوله مثل النحل ليس تشبيها في الهيئة والصور بل هو في الخروج وهيئته فقط ومثله قوله تعالى {يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ}[1] وفي لفظ هذا الحديث في تفسير جويبر فتأتي أرواح المؤمنين من الجابية وأرواح الكفار من برهوت ولهن أهدى إلى أجسادها من أحدكم إلى رحله والأرواح يومئذ سود وبيض فأرواح المؤمنين بيض وأرواح الكفار سود.
العاشرة:
أخرج إبن منده عن إبن عباس قال ما تزال الخصومة بين الناس حتى تخاصم الروح الجسد فتقول الروح للجسد أنت فعلت ويقول الجسد للروح أنت أمرت وأنت سولت فيبعث الله ملكا يقضي بينهما فيقول لهما إن مثلكما كمثل رجل مقعد بصير وآخر ضرير دخلا بستانا فقال المقعد للضرير إني أرى ها هنا ثمارا ولكن لا أصل إليها فقال له الضرير إركبني فركبه فتناولها فأيهما المعتدي فيقولان كلاهما فيقول لهما الملك فإنكما قد حكمتما على أنفسكما يعني أن الجسد للروح كالمطية وهو راكبه.
وأخرج الدارقطني في الأفراد من حديث أنس مرفوعا نحوه ولفظه يختصم الروح والجسد يوم القيامة فيقول الجسد إنما كنت بمنزلة الجذع ملقى لا أحرك يدا ولا رجلا لولا الروح ويقول الروح إنما كنت ريحا لولا الجسد لم أستطع أن أعمل شيئا وضرب لهما مثل أعمى ومقعد وحمل الأعمى المقعد فدله ببصره المقعد وحمله الأعمى