عنوان الكتاب: شرح الصدور

وأخرج إبن أبي الدنيا عن الحسن قال أشد ما يكون من الموت على العبد إذا بلغت الروح التراقي فعند ذلك يضطرب ويعلو أنفسه قلت قد إختص الشهيد بأن لا يجد من ألم الموت ما يجده غيره

وأخرج الطبراني عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم ألم مس القرصة

 وأخرج إبن أبي الدنيا عن محمد بن كعب القرظي قال بلغني أن آخر من يموت ملك الموت يقال له يا ملك الموت مت فيصرخ عند ذلك صرخة لو سمعها أهل السموات وأهل الأرض لماتوا فزعا ثم يموت

وأخرج عن زياد النميري قال قرأت في بعض الكتب أن الموت أشد على ملك الموت منه على جميع الخلق

تنبيه

قال القرطبي لتشديد الموت على الأنبياء فائدتان

إحداهما تكميل فضائلهم ورفع درجاتهم وليس ذلك نقصا ولا عذابا بل هو كما جاء أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل

والثانية أن يعرف الخلق مقدار ألم الموت وأنه باطن وقد يطلع الإنسان على بعض الموتى فلا يرى عليه حركة ولا قلقا ويرى سهولة خروج روحه فيظن سهولة أمر الموت ولا يعرف ما الميت فيه فلما ذكر الأنبياء الصادقون في خبرهم شدة ألمه مع كرامتهم على الله تعالى قطع الخلق بشدة الموت الذي يقاسيه الميت مطلقا لإخبار الصادقين عنه ما خلا الشهيد قتيل الكفار على ما ثبت في الحديث إنتهى

فائدة:

ذكر جماعة من العلماء أن السواك يسهل خروج الروح واستدلوا بحديث عائشة رضي الله عنها في الصحيح في قصة سواك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331