المتوقِّد[1] والوصف بعده ممّا يكشف معناه ويوضحه لكنه ليس بمسند إليه[2] لأنه إمّا مرفوع على أنه خبر ½إنّ¼ في البيت السابق أعني قوله: إنَّ الَّذِيْ جَمَعَ السَمَاحَةَ وَالنْـ * نَجْدَةَ[3] وَالْبِرَّ وَالتُّقَى جُمَعَا، أو منصوب على أنه صفة لاسم ½إنّ¼ أو بتقدير ½أعني¼ (أو) لكون الوصف (مخصِّصاً) للمسند إليه أي: مقلِّلاً اشتراكَه[4] أو رافعاً احتمالَه، وفي عرف النحاة التخصيصُ عبارة عن تقليل الاشتراك في النكرات والتوضيحُ عبارة عن رفع الاحتمال الحاصل في المعارف (نحو: ½زيد التاجر عندنا¼) فإنّ وصفه بالتاجر يرفع[5] احتمالَه التاجرَ وغيرَه (أو) لكون الوصف (مدحاً أو ذمًّا نحو: ½جاءني زيد العالم أو الجاهل¼ حيث يتعيّن الموصوف) أعني: زيداً (قبل ذكره) أي: ذكر الوصف، وإلاّ لكان الوصف مخصِّصاً (أو)
[1] قوله: [المتوقِّد] كناية عن شدّة فهمه فشبّهه بالنار المشتعلة. قوله ½والوصف بعده¼ أي: قوله ½الذي يظنّ إلخ¼. قوله ½ممّا يكشف معناه¼ أي: فهو تفسير للألمعيّ باللازم إذ يلزم من كون الشخص ألمعيًّا أنه إذا ظنّ بك ظنًّا كان موافقاً للواقع كأنه رآه إن كان من المرئيّات أو سمعه إن كان من المسموعات.
[2] قوله: [لكنّه ليس بمسند إليه] أعاده توطئة لما بعده وإلاّ فقد تقدّمت الإشارة إلى ذلك. قوله ½مرفوع على أنه خبر إلخ¼ والذي يساعده السوق أنّ خبر ½إنّ¼ هو قوله بعد خمسة أبيات: أَوْدَى فَلاَ تَنْفَعُ الإشَاحَةُ مِنْ * أَمْرٍ لِمَنْ يُحَاوِلُ الْبِدَعَا, فالأولى جعله منصوباً لكونه صفةً لاسم ½إنّ¼ أو بتقدير ½أعني¼ كما فعل الشارح بعد ذلك. قوله ½أودى¼ بمعنى هلك, والإشاحة الحذر, والبدع جمع بدعة بمعنى الأمر الغريب أي: لا ينفع طالبَ الأمور الغريبة الحذرُ من أمر كائن لا محالة فيه وهو الموت.
[3] قوله: [والنجدة] أي: القوّة والشجاعة. ½جُمَعَا¼ جمع جمعاء تأنيث أجمع, توكيد للأربعة بمعنى جميعاً.
[4] قوله: [مقلِّلاً اشتراكَه] أي: في النكرات. قوله ½أو رافعاً احتماله¼ أي: في المعارف, فالتخصيص يكون في المعارف والنكرات عند البيانيّين بخلافه عند النحويّين فإنه عندهم في النكرات فقط, وأمّا رفع الاحتمال الكائن في المعارف فيقال له توضيح لا تخصيص.
[5] قوله: [يرفع إلخ] أي: ويعيِّن التاجر ويخصِّصه به. قوله ½قبل ذكر الوصف¼ لكونه لا شريك له في الاسم أو لكون المخاطب يعرفه بعينه قبل الذكر. قوله ½وإلاّ¼ أي: وإن لم يتعيّن الموصوف قبل ذكر الوصف. قوله ½لكان الوصف مخصِّصاً¼ أي: بحسب الظاهر وإلاّ فصحّ أن يكون للمدح أو الذمّ أيضاً بحسب قصد المتكلِّم.