(وأمّا وصفه) أي: وصف المسند إليه، والوصف قد يطلق[1] على نفس التابع المخصوص وقد يطلق بمعنى المصدر وهو أنسب ههنا وأوفق بقوله: ½وأمّا بيانه¼ ½وأمّا الإبدال منه¼ أي: أمّا ذكر النعت له (فلكونه) أي: الوصف[2] بمعنى المصدر، والأحسن أن يكون بمعنى النعت على أن يراد باللفظ أحد معنييه وبضميره معناه الآخر على ما سيجيء في البديع (مبيِّناً له) أي: للمسند إليه (كاشفاً عن معناه كقولك: ½الجسم الطويل العريض العميق يحتاج إلى فراغ يشغله¼) فإنّ هذه الأوصاف[3] ممّا يُوضِح الجسم ويقع تعريفاً له (ونحوُه في الكشف) أي: مثلُ هذا القول في كون الوصف للكشف والإيضاح وإن لم يكن وصفاً للمسند إليه[4] (قولُه: ½الأَلمعيُّ الذي يظنّ بك الظْـ * ظَنّ كأنْ قد رأى وقد سمعا¼) فالألمعيّ معناه الذكيّ
[1] قوله: [والوصف قد يطلق إلخ] ½قد¼ هنا وفيما بعدُ للتحقيق. قوله ½وهو أنسب¼ لأنه علّله بقوله ½فلكونه مبيِّناً له¼ والمعلَّل إنما يكون حدثاً لا لفظاً. قوله ½وأوفق بقوله إلخ¼ لأنّ قوله ½وأمّا بيانه¼ و½أمّا الإبدال منه¼ أيضاً في المعنى المصدريّ أعني تعقيبه بالتابع المخصوص, وأمّا نفس التابع فيعبّر عنه بـ½عطف البيان¼ و½البدل¼. قوله ½أي: أمّا ذكر النعت له¼ تفسير للوصف بالمعنى المصدريّ.
[2] قوله: [أي: الوصف إلخ] إشارة إلى أنّ الضمير للوصف بمعنى ذكر النعت. قوله ½أن يكون¼ أي: الوصف الذي عاد عليه الضمير بمعنى النعت؛ لأنّ المبيِّنَ والكاشفَ للمسند إليه هو الوصفُ بمعنى النعت لا الوصفُ بمعنى ذكر النعت. قوله ½على أن يراد إلخ¼ أي: هذا الوجه مبنيّ على أن يراد بلفظ الوصف أحد معنييه وهو ذكرُ النعت وبضميرِه الراجعِ إليه معناه الآخر وهو النعتُ, ففي الكلام استخدام.
[3] قوله: [فإنّ هذه الأوصاف إلخ] إشارة إلى أنّ الوصف الكاشف هو المجموع لأنه صفة واحدة بحسب المعنى وإن تعدّد بحسب اللفظ والإعراب كأنه قيل الجسم الممتدّ في الجهات الثلاث. قوله ½ويقع تعريفاً له¼ أشار بذلك إلى أنّ المراد بكون الوصف يبيِّن المسند إليه أن يقع تعريفاً له.
[4] قوله: [وإن لم يكن وصفاً للمسند إليه] فيه إشارة إلى حكمةِ فصله عمّا قبله, وأيضاً في الفصل تنبيه على التفاوت بينهما في الكشف فإنّ الوصف الأوّل مبيِّن للموصوف بذاتيّاته وأمّا الوصف الذي هنا فهو مبيِّن للموصوف بلازمه كما يأتي.