باعتبار الكميّات والمقادير تحقيقاً كما في ½الإبل¼ أو تقديراً كما في ½الرضوان¼ وكذا التحقير والتقليل[1] وللإشارة إلى أنّ بينهما فرقاً قال (وقد جاء) التنكير (للتعظيم والتكثير نحو: ﴿فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدۡ كُذِّبَ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِكَ﴾ [آل عمران:١٨٤] أي: ذووا عدد كثير) هذا ناظر إلى التكثير[2] (و) ذووا (آيات عظام) هذا ناظر إلى التعظيم، وقد يكون للتحقير والتقليل نحو: ½حصل لى منه شيء¼ أي: حقير قليل (ومن تنكير غيره) أي: غير المسند إليه (للإفراد أو النوعيّة نحو: ﴿وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٖ مِّن مَّآءٖۖ﴾ [النور:٤٥]) أي: كلّ فرد[3] من أفراد الدوابّ من نطفة معيّنة هي نطفةُ أبيه المختصّةُ به أو كلّ نوع من أنواع الدوابّ من نوع من أنواع المياه وهو نوع النطفة التي تختصّ بذلك النوع من الدوابّ (و) من تنكير غيره[4] (للتعظيم
[1] قوله: [وكذا التحقير والتقليل] أي: وكذا الفرق بين التحقير والتقليل؛ لإنّ التحقير بحسب انحطاط الشأن ودنوّ الطبقة فهي ترجع إلى الكيفيّات والتقليل بحسب الكميّات والمقادير تحقيقاً أو تقديراً. قوله ½وللإشارة إلخ¼ لأنّ العطف يقتضي المغايرة فقوله ½للتكثير والتعظيم¼ بالعطف إشارة إلى الفرق بينهما.
[2] قوله: [هذا ناظر إلى التكثير] إشارة إلى أنّ في الكلام لفًّا ونشراً غيرَ مرتّب. قوله ½وقد يكون إلخ¼ أي: فكما أنّ التعظيم والتكثير قد يجتمعان وقد يفترقان فكذلك التحقير والتقليل.
[3] قوله: [أي: كلّ فرد إلخ] حاصل هذا التفسير: خلق الشخص من الشخص فتنكير ½دابّة¼ و½ماء¼ للوحدة الشخصيّة وحاصل التفسير الثاني: خلق النوع من النوع فتنكيرهما للوحدة النوعيّة, والكلام محمول على الغالب فلا يرد آدم وحوّاء وعيسى وما يتولّد من التراب كالفأرة والعقرب والبرغوث ونحو ذلك.
[4] قوله: [من تنكير غيره] إشارة إلى أنّ قوله ½للتعظيم¼ معطوف على قوله ½للإفراد¼. قوله ½أي: حرب عظيم¼ وإنما جعل التنكير هنا للتعظيم لأنّ الحرب القليل يؤذن بالتساهل في النهي عن موجب الحرب الذي هو الربا وهو غير مناسب للمقام, ويحتمل أن يكون التنكير للنوعيّة أي: نوع من الحرب غير متعارف وهو حرب جند الغيب لا يدرك حربهم حتّى يدفع ضرره.