يقع عليه اسم الجنس (نحو: ﴿وَجَآءَ رَجُلٞ مِّنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِينَةِ يَسۡعَىٰ﴾ [القصص:٢٠] أو النوعيّة) أي: للقصد إلى نوع منه (نحو: ﴿وَعَلَىٰٓ أَبۡصَٰرِهِمۡ غِشَٰوَةٞۖ﴾ [البقرة:٧]) أي: نوع من الأغطية[1] وهو غطاء التعامي عن آيات الله تعالى، وفي "المفتاح" أنه للتعظيم أي: ½غشاوة عظيمة¼ (أو التعظيم أو التحقير كقوله: لَهُ حَاجِبٌ) أي: مانع عظيم[2] (عَنْ كُلِّ أَمْرٍ يَشِيْنُهُ *) أي: يعيبه (وَلَيْسَ لَهُ عَنْ طَالِبِ الْعُرْفِ حَاجِب) أي: مانع حقير فكيف بالعظيم (أو التكثير كقولهم: ½إنّ له لإبلاً[3] وإنّ له لَغنماً¼ أو التقليل نحو: ﴿وَرِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۚ﴾ [التوبة:٧٢])، والفرق بين التعظيم والتكثير[4] أنّ التعظيمَ بحسَب[5] ارتفاع الشأن وعلوّ الطبقة والتكثيرَ
[1] قوله: [أي: نوع من الأغطية] فإنّ الغشاء جنس تحته نوعان أحدهما متعارف وهو غطاءُ العمى القائمُ بالأعين والثاني غير متعارف وهو غطاء التعامي عن آيات الله تعالى. قوله ½غطاء التعامي¼ الإضافة فيه للبيان. قوله ½وفي "المفتاح" إلخ¼ والأوّل في "الكشّاف". قوله ½غشاوة عظيمة¼ فإنها حائلة بين أبصارهم والحقّ المبين بالكليّة, والمقصود بيان بعد حالهم عن الإدراك النافع.
[2] قوله: [أي: مانع عظيم] تفسير اللفظ وإشارة إلى أنّ تنكير ½حاجب¼ هنا للتعظيم لأنّ المقام مقام المدح. قوله ½أي: يعيبه¼ تفسير اللفظ. قوله ½أي: مانع حقير¼ تفسير اللفظ وإشارة إلى أنّ التنكير هنا للتحقير.
[3] قال: [إنّ له لإبلاً إلخ] فإنّ مقامات هذا الكلام تقتضي أنّ المراد أنّ له إبلاً كثيرة وغنماً كثيرة. وذلك لأنّ التنكير يشعر بأنّ هذا أمر منكر لعدم الإحاطة به.
[4] قوله: [والفرق بين التعظيم والتكثير] إنما فرّق بينهما ردًّا على من لم يفهم الفرق بينهما فاعترض على المصـ بأنّه لا حاجة لذكر التكثير والتقليل بعد ذكر التعظيم والتحقير.
[5] قوله: [بحسب إلخ] أي: فالتعظيم راجع إلى الكيفيّات. قوله ½وعلوّ الطبقة¼ أي: علو المرتبة, مرادف لما قبله. قوله ½باعتبار الكميّات¼ أي: المنفصلة كما في المعدودات. قوله ½والمقادير¼ أراد بها الكميّات المتّصلة كالطول والعرض والعمق كما في المكيلات والموزونات. قوله ½تحقيقاً إلخ¼ أي: الكميّات والمقادير أعمّ من أن تكون تحقيقاً أو تقديراً. قوله ½كما في الرضوان¼ فإنّه معنى من المعاني والكميّات والمقادير فيه إنما هي باعتبار متعلَّقاته لا باعتبار نفسه فهي فيه تقديريّة.