إذا نُفِيَ عمّن كان على صفته من غير قصد إلى مماثل لزم نفيه عنه، وإثباتُ الجود له بنفيه عن غيره مع اقتضائه محلاًّ يقوم به، وإنّما يرى[1] التقديم في مثل هذه الصورة كاللازم (لكونه) أي: التقديم (أعونَ على المراد بهما) أي: بِهذين التركيبين لأنّ الغرض منهما إثبات الحكم بطريق الكناية التي هي أبلغ[2] والتقديمُ لإفادته التقوّيَ أعونُ على ذلك، وليس معنى قوله ½كاللازم¼ أنه قد يقدّم وقد لا يقدّم بل المراد أنه كان مقتضى القياس أن يجوز التأخير لكن لم يرد الاستعمال إلاّ على التقديم نصّ عليه في "دلائل الإعجاز" (قيل: وقد يقدّم) المسندُ إليه المُسوَّرُ[3] بـ½كلّ¼ على المسند المقرون بحرف النفي (لأنه) أي: التقديمَ (دالّ على العموم)[4] أي: على نفي الحكم عن كلّ فرد من أفرادِ ما أضيف إليه لفظ ½كلّ¼ (نحو: ½كلّ إنسان لم يقم¼) فإنه يفيد نفيَ القيام عن كلّ واحد من أفراد الإنسان (بخلاف ما لو
[1] قوله: [وإنما يرى إلخ] إشارة إلى أنّ قوله ½لكونه أعون إلخ¼ علّة للمحذوف. قوله ½هذه الصورة¼ الظاهر أن يقول ½هاتين الصورتين¼ إذ قوله ½مثلك لا يبخل¼ و½غيرك لا يجود¼ تركيبان.
[2] قوله: [هي أبلغ] أي: من التصريح لأنّ الكناية من باب دعوى الشيء ببيِّنة إذ وجود الملزوم دليل على وجود اللازم فقولك ½غيرك لا يجود¼ في قوّة ½أنت تجود لأنّ غيرك لا يجود¼. قوله ½لإفادته التقوّيَ¼ علّة متقدِّمة لقوله ½أعونُ¼. قوله ½على ذلك¼ أي: على إثبات الحكم بالطريق الأبلغ وذلك لأنّ الكناية تفيد إثبات الحكم بطريق أبلغ وكذلك التقرير. قوله ½أن يجوز التأخير¼؛ لأنّ الكناية تحصل مع التأخير أيضاً كما تحصل مع التقديم. قوله ½إلاّ على التقديم¼ أي: فأشبه ما اقتضت القواعدُ تقديمَه.
[3] قوله: [المُسوَّرُ] إنما قيّد الشارح المسندَ إليه بكونه مُسوَّراً بـ½كلّ¼ والمسندَ بكونه مقروناً بحرف النفي بقرينة سياق الكلام وإلاّ فالكلام في بيان أحوال المسند إليه مطلقاً.
[4] قال: [لأنّه دالّ على العموم] يعني: المسند إليه إذا كان مستوفياً للشروط وكان القصد إفادةَ العموم يجب أن يقدَّم ليفيد المقصودَ إذ لو أخِّر لم يفد العموم, فالغرض بقول المصـ ½لأنّه دالّ إلخ¼ بيانٌ للحال التي تقتضي التقديمَ لا استِدلالٌ عقليٌّ إذ هذا أمر نقليّ والواجب إثباته بالنقل.