عنوان الكتاب: مختصر المعاني

في المفرد؛ لأنه يقال على ما يقابل المركّبَ[1] وعلى ما يقابل المثنَّى والمجموعَ وعلى ما يقابل الكلامَ، ومقابلتُه بالكلام ههنا قرينة على أنّه أريد به المعنى الأخير أعني: ما ليس بكلام (و) يوصف بها[2] (المتكلّم) أيضاً يقال: كاتب فصيح وشاعر فصيح (والبلاغة) وهي تنبئ[3] عن الوصول والانتهاء (يوصف بها الأخيران فقط) أي: الكلام والمتكلّم دون المفرد؛ إذ لَم يُسمَع[4] كلمة بليغة، والتعليلُ بأنّ البلاغة إنّما هي باعتبار المطابَقة لمقتضَى الحال وهي لا تتحقّق في المفرد وَهْمٌ[5]؛ لأنّ ذلك إنّما هو في بلاغة الكلام والمتكلِّم، وإنّما قسّم[6]


 



[1]  قوله: [ما يقابل المركّب] وهو ما ليس مركّباً سواء كان واحداً أو مثنّى أو مجموعاً. قوله ½ما يقابل المثنّى والمجموع¼ وهو الواحد سواء كان مركّباً مع غيره أو لا. قوله ½ما يقابل الكلام¼ وهو ما ليس كلاماً سواء كان مركّباً أو لا فالمفرد بهذا المعنى يشمل المركّب الناقص.

[2]  قوله: [يوصف بها] إشارة إلى أنّ قوله ½المتكلّم¼ مرفوع معطوف على قوله ½المفرد¼. قوله ½أيضاً¼ أي: كما يوصف بها المفرد والكلام, وإنما زاد هنا ½أيضاً¼ دون ما تقدّم؛ لأنّ المفرد والكلام من وادٍ واحد فهما كالشيء الواحد و½أيضاً¼ لا يؤتى بها إلاّ بين شيئين. قوله ½كاتب فصيح¼ المراد بالكاتب الناثر أي: المتكلّم بكلام منثور بدليل مقابلته بشاعر وليس المراد به المتّصف بالكتابة.

[3]  قوله: [وهي تنبئ] لم يقل: وهي في الأصل إلخ اكتفاءً بذكره سابقاً. قوله ½والانتهاء¼ عطف تفسير.

[4]  قوله: [إذ لم يسمع إلخ] تعليل لعدم وصف المفرد بالبلاغة, وفيه أنّ الدليل المساوي للدعوى أن يقال: إذ لم يسمع كلمة بليغة ولا مركّب بليغ؛ لأنّ الكلمة أخصّ من المفرد لأنّ الشارح جعله شاملاً للمركّب الناقص ونفيُ الأخصّ لا يستلزم نفي الأعمّ. قوله ½والتعليل إلخ¼ أي: تعليل عدم وصف المفرد بالبلاغة إلخ.

[5]  قوله: [وَهْم] خبر لقوله ½التعليل¼. قوله ½لأنّ ذلك¼ أي: اعتبار المطابقة لمقتضى الحال. قوله ½إنّما هو إلخ¼ أي: فيجوز أن يكون للبلاغة معنى آخر يصحّ وجوده في الكلمة وإن لم نطّلع عليه.

[6]  قوله: [وإنما قسّم إلخ] توجيه لمبادرة المصـ بتقسيم الفصاحة والبلاغة أوّلاً ثمّ تعريف كلّ قسم منهما ثانياً مع أنّ الأصل أن يعرّف أوّلاً ثمّ يقسّم, ثمّ لا يخفى أنّ التقسيم هنا ضمنيّ فإنّ قوله ½فالفصاحة يوصف بها إلخ¼ يستلزم انقسام الفصاحة إلى ثلاثة أقسام والبلاغة إلى قسمين. قوله ½لتعذّر جمع المعاني المختلفة¼ كمعنى فصاحة المفرد ومعنى فصاحة الكلام ومعنى فصاحة المتكلّم وكذا معنى بلاغة الكلام ومعنى بلاغة المتكلّم فإنها معان مختلفة. قوله ½الغير المشتركة¼ تفسير للمختلفة. قوله ½في أمر يعمّها¼ متعلِّق بالمشتركة, أي: الغير المشتركة في حقيقة تصلح لتعريفها الجامع المانع. قوله ½في تعريف واحد¼ متعلِّق بالجمع.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471