(نحو: ﴿ٰقَالُواْ سَلَٰمٗاۖ[1] قَالَ سَلَٰمٞۖ﴾ [هود:٦٩]) أي: فماذا قال إبراهيم[2] في جواب سلامهم فقيل ﴿قَالَ سَلَٰمٞۖ﴾ أي: حيّاهم بتحية أحسن لكونها بالجملة الاسمية الدالّة على الدوام والثبوت (وقوله: زَعَمَ الْعَوَاذِلُ) جمع عاذلة بمعنى[3] جماعة عاذلة (أَنَّنِيْ فِيْ غَمْرَةٍ) وشدّة (صَدَقُوْا) أي: الجماعات العواذل في زعمهم أنَّني في غمرة (وَلَكِنْ غَمْرَتِيْ لاَ تَنْجَلِيْ) ولا تنكشف[4] بخلاف أكثر الغمرات والشدائد كأنه قيل ½أ صدقوا أم كذبوا¼[5] فقيل ½صدقوا¼ (وأيضاً منه) أي: من الاستيناف، وهذا إشارة إلى تقسيم آخر له[6] (ما يأتي بإعادة اسم ما استؤنف
[1] قال: [Å"6] أي: نسلِّم سلاماً. قال: ½قال سلام¼ أي: سلام عليكم.
[2] قوله: [أي: فماذا قال إبراهيم] إشارة إلى تقدير السؤال الناشي عن الجملة الأولى الواقعة الجملة الثانية جواباً له. قوله ½أي: حيّاهم إلخ¼ بيان لحاصل الجواب. قوله ½أحسن¼ أي: من تحيّتهم. قوله ½لكونها إلخ¼ علّة للأحسنيّة. قوله ½بالجملة الاسميّة¼ أي: بخلاف تحيّتهم فإنّها بالفعليّة الدالّة على الحدوث.
[3] قوله: [بمعنى جماعة عاذلة] لم يجعله جمع عاذلة بمعنى امرأة عاذلة لأنّ الشاعر أرجع ضمير الذكور إليه في ½صدقوا¼, ولم يجعله جمع عاذل بمعنى رجل عاذل لأنّ فاعلاً إذا كان صفة لمذكّر عاقل لا يطّرد جمعه على فواعل بل هو سماعيّ بخلاف ما إذا كان جامداً كـ½عاتق وعواتق¼ أو صفة لمؤنّث كـ½طالق وطوالق¼ أو صفة لمذكّر غير عاقل كـ½عامل وعوامل¼ فإنه مطّرد. قوله ½وشدّة¼ عطف تفسير.
[4] قوله: [ولا تنكشف] عطف تفسير لـ½لا تنجلي¼. قوله ½بخلاف أكثر إلخ¼ إشارة إلى توجيه الاستدراك وحاصله أنه لمّا كان يتوهّم أنّ غمرته ممّا ستنكشف كما هو شأن أكثر الغمرات والشدائد استدرك الشاعر بقوله ½ولكن غمرتي إلخ¼. قوله ½والشدائد¼ عطف تفسير للغمرات.
[5] قوله: [كأنه قيل ½أ صدقوا أم كذبوا¼] إشارة إلى تقدير السؤال الناشي من الجملة الأولى, ووجه هذا السؤال أنّ الزعم مطيّة الكذب فيفهم أنّ ما زعموه يحتمل الصدق والكذب فكأنه قيل إلخ, فإن قيل حيث كان المقام مقام تردّد كان الواجب في الجواب التأكيد, قيل التأكيد تقديريّ أي: ½قد صدقوا¼.
[6] قوله: [تقسيم آخر له] أي: باعتبار إعادةِ اسم ما استؤنف عنه الحديث والإتيانِ بوصفه المُشعِر بالعليّة وإن كان الاستيناف في ذلك لا يخلو أيضاً من كونه جواباً عن السببِ أو غيرِه كما في التقسيم السابق.