عنوان الكتاب: مختصر المعاني

(ويسمّى الفصل لذلك) أي: لكونه جواباً لسؤال اقتضته الأولى (استينافاً[1] وكذا) الجملة (الثانية) نفسها تسمّى استينافاً ومستأنَفةً (وهو) أي: الاستيناف (ثلاثة أضرب لأنّ السؤال[2]) الذي تضمّنته الأولى (إمّا عن سبب الحكم مطلقاً نحو: قَالَ لِيْ كَيْفَ أَنْتَ قُلْتُ عَلِيْلٌ[3] * سَهْرٌ دَائِمٌ وَحُزْنٌ طَوِيْلٌ أي: ما بالك عليلاً أو ما سبب علّتك) بقرينة العرف والعادة[4] لأنّه إذا قيل ½فلان مريض¼ فإنّما يسأل[5] عن مرَضه وسببه لا أن يقال ½هل سبب علّته كذا


 



[1] قال: [استينافاً] تسميةً للازم باسم الملزوم لأنّ الاستيناف يستلزم القطع. قال: ½وكذا الثانية¼ أي: وكذا يسمّى الجملة الثانية استينافاً تسمية الشيء باسم ما تعلّق به لأنّ الاستيناف تعلّق بالثانية.

[2] قال: [لأنّ السؤال إلخ] أي: وإنّما انحصر الاستيناف في ثلاثة أضرب لأنّ السؤال إلخ, وحاصله أنّ المبهم على السامع إمّا سبب الحكم الكائن في الجملة الأولى على الإطلاق بمعنى أنه جهل السبب من أصله وإمّا سبب خاصّ بمعنى أنه تصوّر نفي جميع الأسباب سوى سبب خاصّ تردّد في حصوله ونفيه وإمّا غير السبب بأن يَنْبَهِمَ عليه شيء ممّا يتعلّق بالجملة الأولى, فيسأل على الأوّل عن سبب الحكم مطلقاً وعلى الثاني عن سبب خاصّ وعلى الثالث عن غير السبب المطلق والسبب الخاصّ.

[3] قال: [قُلْتُ عَلِيْلٌ] أي: قلت ½أنا عليل¼ وهذه الجملة هي منشأ السؤال. قال: ½سَهْرٌ دَائِمٌ¼ أي: سبب علّتي سهر دائم, وهذا هو محلّ الشاهد حيث ترك العاطف لما بين الجملتين من شبه كمال الاتّصال. قال: ½أو ما سبب علّتك¼ هذا تنويع في التعبير والمعنى واحد فإنّ العبارة الأولى سؤال عن سبب العلّة بالتلويح والثانية سؤال عنه بالتصريح.

[4] قوله: [بقرينة العرف والعادة] مرتبط بمحذوف أي: وإنّما قدّر السؤال عن السبب المطلق لا السبب الخاصّ بقرينة العرف والعادة وبقرينة عدم التأكيد في الجواب, وإضافة القرينة إلى ما بعدها بيانيّة وفي عطف العادة على العرف إشارة إلى أنّ المراد بالعرف العرف العادي.

[5] قوله: [فإنّما يسأل] أي: يسأل سامع هذا القول. قوله ½عن مرَضه¼ أي: عن سبب مرَضه فقوله ½وسببه¼ تفسير للمراد من المعطوف عليه. قوله ½كذا وكذا¼ أي: على وجه التردّد في ثبوت سبب خاصّ, نعم! إذا وقع المرَض في جهة غلب فيها سبب خاصّ فيمكن أن يتردّد في ثبوته ويقال مثلاً ½هل سبب مرَضه أكل الفاكهة الفلانيّة أو لا¼ فيؤتى بالجواب مؤكَّداً.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471