إليه في الأولى محبوباً وفي الثانية مُحِبًّا لكن ترك العاطف لئلاّ يتوهّم أنه[1] عطف على ½أَبْغِيْ¼ فيكون من مظنونات سلمى (ويحتمل الاستيناف[2]) كأنه قيل كيف تراها في هذا الظنّ[3] فقال أراها تتحيّر في أودية الضلال (وأمّا كونها) أي: الثانية (كالمتّصلة بها) أي: بالأولى (فلكونها) أي: الثانية (جواباً لسؤال اقتضته الأولى فتنزّل) الأولى (منزلته) أي: السؤال لكونها مشتملة عليه ومقتضية له (فتفصل) الثانية (عنها) أي: عن الأولى (كما يفصل الجواب عن السؤال) لما بينهما من الاتّصال[4] (وقال السكاكي[5] فينزّل ذلك) أي: السؤال الذي تقتضيه الأولى وتدلّ عليه[6] بالفحوى (منزلة السؤال الواقع) ويطلب بالكلام الثاني وقوعه
[1] قوله: [أنه] أي: الجملة الثانية, وتذكير الضمير باعتبار أنها كلام. قوله ½فيكون إلخ¼ أي: وحينئذ فيكون ½أُرَاهَا¼ من مظنونات سلمى كما أنّ ½أَبْغِيْ¼ منها, وهو خلاف مقصود الشاعر.
[2] قال: [ويحتمل الاستيناف] أي: قوله ½أراها¼ كما يحتمل أن يكون غير استيناف بأن يقصد به الإخبار من غير تقدير سؤال كذلك يحتمل أن يكون استينافاً بأن يقدّر السؤال ويكون هو جواباً عنه, والمانع من العطف على الأوّل هو الإيهام السابق وعلى الثاني هو شبه كمال الاتّصال.
[3] قوله: [كيف تراها في هذا الظنّ] أي: أ هو صحيح أو لا. قوله ½أودية الضلال¼ الإضافة من ½لجين الماء¼ أي: أراها مخطئة تتحيّر في الضلال الشبيه بالأودية. قوله ½ومقتضية له¼ عطف تفسير.
[4] قوله: [لما بينهما من الاتّصال] علّة للفصل أي: لما بين السؤال والجواب من الاتّصال الشبيه بكمال الاتّصال فكما أنّ الجملة الأولى في أقسامِ كمال الاتّصال الثلاثةِ مستتبعة للثانية ولا توجد الثانية بدون الأولى كذلك السؤال مستتبع للجواب ولا يوجد الجواب بدون السؤال فكلّ من صورة السؤال والجواب والاستيناف من شبه كمال الاتّصال كما هو الظاهر من التشبيه في قوله ½كالمتّصلة¼.
[5] قوله: [قال السكّاكي إلخ] هذا مقابل لما ذكره المصـ والحاصل أنّ المصـ ينزّل الأولى منزلة السؤال فالثانية جوابها فموجب منع العطف هو تنزيل الأولى منزلة السؤال والسكّاكي يقدِّر السؤال واقعاً فالثانية جوابه فموجب المنع هو كون الثانية جواباً لسؤال مقدّر.
[6] قوله: [وتدلّ عليه] بيان لما قبله. قوله ½بالفحوى¼ أي: بقوّة الكلام باعتبار قرائن الأحوال. قوله ½ويطلب¼ أي: ويقصد. قوله ½وقوعه¼ أي: وقوع الكلام الثاني. قوله ½جواباً له¼ أي: جواباً للسؤال المدلول عليه بالأولى المنزّل منزلة الواقع. قوله ½فيقطع¼ أي: الكلام الثاني. قوله ½لذلك¼ أي: لأن يقع الثاني جواباً للسؤال المقدّر إذ لا يعطف جواب سؤال على كلام آخر.