جواباً له فيقطع عن الكلام الأوّل لذلك، وتنزيلُه[1] منزلة الواقع إنّما يكون (لنكتة كإغناء السامع عن أن يسأل أو) مثل (أن لا يُسمَع منه) أي: من السامع (شيء) تحقيراً له وكراهةً لكلامه أو مثل أن لا ينقطع كلامك بكلامه أو مثل القصد إلى تكثير المعنى بتقليل[2] اللفظ وهو تقديرُ السؤال وتركُ العاطف أو غيرِ ذلك، وليس[3] في كلام السكاكي دلالة على أنّ الأولى تنزّل منزلة السؤال فكأنّ المصنف نظر إلى أنّ قطع الثانية عن الأولى مثلَ قطع الجواب عن السؤال إنّما يكون على تقدير تنزيلِ الأولى منزلة السؤال وتشبيهِها به، والأظهر[4] أنه لا حاجة إلى ذلك بل مجرّد كون الأولى منشأ للسؤال كافٍ في ذلك، أشير إليه في "الكشّاف"
[1] قوله: [وتنزيله إلخ] أي: وتنزيل ذلك السؤال المدلول عليه بالأولى منزلة الواقع إلخ. قوله ½مثل¼ إشارة إلى أنّ الكاف في ½كإغناء¼ بمعنى المثل وإلى أنّ قوله ½أن لا يُسمَع¼ عطف على قوله ½إغناء¼.
[2] قوله: [بتقليل] الباء بمعنى ½مع¼. قوله ½وهو تقدير إلخ¼ أي: وسبب تكثير المعنى بتقليل اللفظ تقدير إلخ, والكلام من باب اللفّ والنشر المرتّب لأنّ التقدير سبب التكثير وترك العاطف سبب التقليل. قوله ½أو غيرِ ذلك¼ كالتنبيه على فطانة السامع وأنّ المقدَّر عنده كالمذكور, وهذا عطف على ½إغناء¼.
[3] قوله: [وليس إلخ] تنبيه على أنّ ما ذكره المصـ من تنزيل الأولى منزلة السؤال ليس من كلام السكّاكي بل من زيادات المصـ. قوله ½فكأنّ إلخ¼ بيان لوجه الزيادة. قوله ½مثلَ¼ مفعول مطلق أي: قطعاً مماثلاً لقطع إلخ. قوله ½إنّما يكون¼ خبر ½أنّ¼. قوله ½وتشبيهِها به¼ أي: تشبيه الأولى بالسؤال, والحاصل أنّ قطع الثانية عن الأولى لمّا كان كقطع الجواب عن السؤال لزم كون الأولى منزَّلة منزلة السؤال لأنّ إلحاق القطع بالقطع يقتضي إلحاق المقطوع عنه وهو الأولى بالمقطوع عنه وهو السؤال.
[4] قوله: [والأظهر إلخ] إشارة إلى أنّ تنزيل المصـ غير مرضيّ. قوله ½إلى ذلك¼ أي: إلى تنزيل الأولى منزلة السؤال المرتّب عليه قطع الثانية عن الأولى. قوله ½في ذلك¼ أي: في قطعِ الثانية وكونِها كالمتّصلة بالأولى, وأمّا تنزيل السكّاكي أي: تنزيل السؤال المقدّر منزلة السؤال الواقع فليس للقطع بل هو للنكتة المتقدِّمة. قوله ½أشير إليه إلخ¼ تأييد وتقوية لما قاله وقد بيّن الشارح هذه الإشارة في "المطوّل".