بل المُبيَّن[1] هو مجموع الجملة (وأمّا كونها) أي: الجملة الثانية (كالمنقطعة عنها) أي: عن الأولى (فلكون عطفها عليها) أي: عطف الثانية على الأولى (مُوهِماً لعطفها على غيرها) ممّا ليس بمقصود[2] وشُبِّهَ هذا بكمال الانقطاع باعتبار اشتماله على مانع من العطف إلاّ أنه[3] لمّا كان خارجيًّا يمكن دفعه بنصب قرينة لم يجعل هذا من كمال الانقطاع (ويسمّى الفصل[4] لذلك قطعاً مثاله: وَتَظُنُّ سَلْمَى أَنَّنِيْ أَبْغِيْ بِهَا[5] بَدَلاً * أُرَاهَا فِي الضَّلاَلِ تَهِيْمُ) فبين الجملتين[6] مناسبة ظاهرة لاتّحاد المسندين لأنّ معنى ½أُرَاهَا¼ أظنّها، وكون المسند
[1] قوله: [بل المُبيَّن إلخ] ترقّ لبيان الوجه الحقّ بعد إبطال الباطل, أي: بل المُبيَّن في الآية هو مجموع الجملة أي: الفعل مع الفاعل وكذلك المُبيِّن فيها هو مجموع الجملة.
[2] قوله: [ممّا ليس بمقصود] بيان للغير أي: من الجملة التي ليس المقصود عطفَ الثانية عليها لكون العطف عليها مؤدِّياً إلى فساد في المعنى كما سيتّضح ذلك في المثال الآتي. قوله ½وشُبِّهَ هذا¼ أي: شَبَّه المصـ كونَ عطف الثانية على الأولى مُوهِماً تشبيهاً ضمنيًّا مأخوذاً من جعله علّة لتشبيهه الجملةَ بالمنقطعة. قوله ½مانع من العطف¼ وهو إيهام خلاف المقصود, فعلم أنّه يقتضي الفصل باعتبار ما اشتمل عليه لا باعتبار ذاته.
[3] قوله: [إلاّ أنه] أي: إلاّ أنّ ذلك المانع. قوله ½خارجيًّا¼ أي: عن ذات الجملتين. قوله ½يمكن إلخ¼ صفة لقوله ½خارجيًّا¼ أي: بخلاف المانع في كمال الانقطاع ككونِ إحدى الجملتين خبريّة والأخرى إنشائيّة أو عدمِ الجامع بينهما فإنه أمر ذاتيّ لا يمكن دفعه أصلاً . قوله ½لم يجعل إلخ¼ جواب ½لمّا¼.
[4] قال: [ويسمّى الفصل] أي: تركُ العطف. قال: ½لذلك¼ أي: لأجل كون العطف موهماً لخلاف المقصود أو لأجل دفع إيهامه. قال: ½قطعاً¼ لأنه يقطع توهّم خلاف المراد أو لأنّ كلّ فصل قطع فيكون من تسمية الخاص باسم العامّ.
[5] قوله: [أَبْغِيْ بها] أي: أطلب بها, والباء للمقابلة. قوله ½أُرَاهَا¼ على صيغة المجهول شاع في الظنّ, والضمير المستتِرُ فيه النائب عن الفاعل مفعول أوّل والبارزُ مفعول ثان وجملة ½تَهِيْمُ¼ مفعول ثالث.
[6] قوله: [فبين الجملتين إلخ] أي: فبين ½تَظُنُّ سَلْمَى¼ و½أُرَاهَا¼ مناسبة لوجود الجهة الجامعة وهي الاتّحادُ بين المسندَين في الجملتين وهما ½تَظُنُّ¼ و½أُرَا¼ والتضايفُ بين المسند إليهما فيهما وهما ½سَلْمَى¼ والضمير المستتِر في ½أُرَا¼ وهما المحبوبة والمحبّ. قوله ½لأنّ معنى ½أُرَاها¼ أظنّها¼ هكذا شاع في الاستعمال وإلاّ فمعناه الأصليّ: أُجْعَل رائياً إيّاها.