عنوان الكتاب: مختصر المعاني

وكذا¼ لا سيّما السهر والحزن[1] حتّى يكون السؤال عن السبب الخاصّ (وإمّا عن سبب خاصّ) لهذا الحكم (نحو: ﴿وَمَآ أُبَرِّئُ نَفۡسِيٓۚ[2] إِنَّ ٱلنَّفۡسَ لَأَمَّارَةُۢ بِٱلسُّوٓءِ﴾ [يوسف:٥٣] كأنه قيل هل النفس أمّارة بالسوء) فقيل ﴿إِنَّ ٱلنَّفۡسَ لَأَمَّارَةُۢ بِٱلسُّوٓءِ﴾ بقرينة التأكيد[3] فالتأكيد دليل على أنّ السؤال عن السبب الخاصّ فإنّ الجواب عن مطلق السبب لا يؤكَّد (وهذا الضرب يقتضي تأكيد الحكم) الذي هو في الجملة الثانية أعني الجواب لأنّ السائل متردِّد في هذا السبب الخاصّ هل هو سبب الحكم أم لا (كما مرّ) في أحوال الإسناد الخبريّ من أنّ المخاطَب إذا كان طالباً متردِّداً حسُن تقوية الحكم بمؤكِّد، ولا يخفى أنّ المراد[4] الاقتضاء استحساناً لا وجوباً والمستحسَن في باب البلاغة بمنزلة الواجب (وإمّا عن غيرهما) أي: غير السبب[5] المطلق والخاصّ 


 



[1] قوله: [لا سيّما السهر والحزن] أي: اللذان أجيب بهما في المثال المذكور فإنّهما أبعد الأسباب في إحداث المرَض فهما جديران بأن لا يتردّد في ثبوتهما حتّى يقال مثلاً ½هل سبب مرَضك سهر أو حزن¼. قوله ½حتّى يكون إلخ¼ تفريع على المنفيّ في قوله ½لا أن يقال إلخ¼. قوله ½لهذا الحكم¼ أي: للحكم الكائن في الجملة الأولى كعدم التبرئة في الآية الآتية.

[2] قال: [وما أبرّئ نفسي] هذا منشأ السؤال. قال: ½إنّ النفس لأمّارة بالسوء¼ هذا استيناف. قال: ½هل النفس إلخ¼ أي: هل سبب عدم التبرئة أنّ النفس إلخ لأنّ الفرض أنّ السؤال عن سبب خاصّ.

[3] قوله: [بقرينة التأكيد] أي: وإنّما قدّر السؤال عن السبب الخاصّ لا عن السبب المطلق بقرينة التأكيد بـ½إنّ¼ واللام في الجواب, وإضافة القرينة إلى التأكيد بيانيّة. قال: ½وهذا الضرب¼ أي: وهذا النوع من السؤال وهو السؤال عن سبب خاصّ للحكم الكائن في الجملة الأولى أو المراد هذا الضرب من الاستيناف من حيث السؤال. قال: ½كما مرّ¼ أي: لما مرّ, فالكاف للتعليل.

[4] قوله: [ولا يخفى أنّ المراد] أي: بالاقتضاء في قوله ½يقتضي¼. قوله ½استحساناً لا وجوباً¼ بدليل أنّ المذكور فيما مرّ الحسن لا الوجوب أي: وحينئذ فلا يناسب التعبير بـ½يقتضي¼ المُشعِر بالوجوب. قوله ½بمنزلة الواجب¼ أي: في طلب مراعاته والإتيان به أي: وحينئذ فساغ التعبير بـ½يقتضي¼.

[5] قوله: [أي: غير السبب إلخ] إشارة إلى مرجع الضمير, والمراد بالغير شيء آخر له تعلّق بالجملة الأولى يقتضي المقام السؤال عنه وهو أيضاً إمّا مطلق فلا يقتضي تأكيداً كما في الآية وإمّا خاصّ فيقتضي تأكيداً كما في البيت, وكأنّ المصـ والشارح اكتفيا بانسياق الذهن من تقسيم السبب إلى المطلق والخاصّ إلى تقسيم الغير إليهما.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471