عنه) أي: أوقع عنه الاستيناف[1] وأصل الكلام: ½ما استؤنف عنه الحديث¼ فحذف المفعول ونزّل الفعل منزلة اللازم (نحو ½أحسنت) أنت[2] (إلى زيد زيد حقيق بالإحسان¼) بإعادة اسم زيد (ومنه ما يبنى على صفته) أي: صفة ما[3] استؤنف عنه دون اسمه، والمراد صفة تصلح لترتّب الحديث عليها (نحو) ½أحسنت إلى زيد (صديقك القديم أهل لذلك¼) والسؤال المقدّر فيهما[4] ½لماذا أحسن إليه¼ أو ½هل هو حقيق بالإحسان¼ (وهذا) أي: الاستيناف[5]
[1] قوله: [أي: أوقع عنه الاستيناف] أي: أوقع لأجله الاستيناف, وهذا بيان لحاصل المعنى المراد. قوله ½وأصل الكلام إلخ¼ أي: وأصل قوله ½ما استؤنف عنه¼: ½ما استؤنف عنه الحديث¼, وهذا بيان لأصله القريب وأصله البعيد: ½ما استأنف المتكلِّم عنه الحديث¼, فبني الفعل للمجهول بعد حذفِ الفاعل وإقامةِ المفعول مقامه فصار: ½ما استؤنف عنه الحديث¼, ثمّ حذف المفعول اختصاراً ونزّل الفعل منزلة اللازم أي: فأنيب المجرورُ أو المصدرُ المفهوم من ½استؤنف¼ لتأويله بـ½أوقع عنه الاستيناف¼ وهذا هو المشار إليه بقوله ½أي: أوقع عنه الاستيناف¼.
[2] قوله: [أنت] أشار بذلك الشارح إلى أنّ التاء في ½أحسنت¼ تاء الخطاب, وإنّما جعلها تاء الخطاب ليتناسب مع ½أحسنت¼ في المثال الثاني لأنها متعيّنة فيه للخطاب وإلاّ لقيل ½صديقي القديم إلخ¼. قوله ½بإعادة اسم زيد¼ أي: الذي هو ما استؤنف عنه الحديث والكلام لأجله.
[3] قوله: [أي: صفة ما إلخ] إشارة إلى أنّ ضمير ½صفته¼ راجع إلى ما استؤنف عنه لا إلى ½ما¼ في قوله ½ما يبنى¼ فإنها عبارة عن الاستيناف. قوله ½صفة تصلح إلخ¼ أي: صفة تصلح لترتّب الحكم عليها في الجملة الثانية كالصداقة في المثال المذكور فإنّها تصلح لترتّب الإحسان عليها بخلاف العداوة.
[4] قوله: [فيهما] أي: في الاستينافين المذكورين هنا ممّا بني على الاسم وعلى الصفة. قوله ½لماذا أحسن إليه¼ راجع إلى المثال الأوّل فإنّه سؤال عن السبب المطلق فناسب في الجواب عدمُ التأكيد وعدمُ ما يغني عن التأكيد. قوله ½هل هو إلخ¼ راجع إلى المثال الثاني فإنّه سؤال عن السبب الخاصّ فناسب ذكر ما يغني عن التأكيد في الجواب وهو موجِب الاستحقاق وهو الصداقة القديمة.
[5] قوله: [أي: الاستيناف إلخ] تعيين للمشار إليه بقوله ½هذا¼. قوله ½لاشتماله إلخ¼ تعليل لأبلغيّة الاستيناف المبنيّ على الصفة. قوله ½للحكم¼ أي: المذكور في الجملة الثانية وهو هنا الأهليّة للإحسان. قوله ½كالصداقة القديمة¼ مثال للسبب المُوجِب. قوله ½لما يسبق إلخ¼ علّة لقوله ½لاشتماله إلخ¼. قوله ½للعلّيّة¼ أي: لكون الوصف علّة للحكم. قوله ½أنّه علّة له¼ بدل من ½ما¼ أي: يسبق إلى الفهم من الترتّب المذكور أنّ الوصف علّة للحكم كما في قوله تعالى: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الفاتحة:١].