½نعم الرجل زيد¼) أو ½نعم رجلاً زيد¼[1] (على قول) أي: على قول من يجعل المخصوص خبرَ مبتدأ محذوف أي: ½هو زيد¼ ويجعل الجملة استينافاً جواباً للسؤال عن تفسير الفاعل المبهم (وقد يحذف) الاستيناف (كلّه إمّا مع قيام شيء مقامه نحو) قول الحَماسيِّ[2] (زَعَمْتُمْ أَنَّ إخْوَتَكُمْ قُرَيْشٌ * لَهُمْ إِلْفٌ) أي: إيلاف في الرحلتين المعروفتين لهم في التجارة رحلة في الشتاء إلى اليمن ورحلة في الصيف إلى الشام (وَلَيْسَ لَكُمْ إلاَفٌ) أي: مؤالفة في الرحلتين المعروفتين كأنه قيل[3] ½أ صدقنا أم كذبنا¼ فقيل ½كذبتم¼ فحذف هذا الاستيناف كلُّه وأقيم قوله ½لهم إلف وليس لكم إلاف¼ مقامه لدلالته عليه[4] (أو بدون ذلك)...................................
[1] قوله: [أو ½نعم رجلاً زيد¼] إشارة إلى أنّ ما يكون فاعله ظاهراً وما يكون فاعله ضميراً سيّان هنا. قوله ½أي: على قول إلخ¼ تعيين لقول يكون عليه استيناف محذوف الصدر في ½نعم الرجل زيد¼ أي: أمّا على قول من يجعل المخصوص فيكون فيه استيناف محذوف العجز, وأمّا على قول من يجعل المخصوص مبتدأ والجملة قبله خبراً له فلا حذف فيه ولا استيناف. قوله ½ويجعل إلخ¼ عطف على ½يجعل¼ الأوّل من عطف اللازم على الملزوم.
[2] قوله: [قول الحَماسيّ] وهو ساور بن هند يهجو بني أسد ويكذِّبهم في انتمائهم لقريش وادّعائهم أنهم إخوتهم ونظائرهم. قوله ½أي: إيلاف¼ هو والإلف والإلاف والمُؤالَفة بمعنى واحد وهو الرغبة, والرحلة السفر. قوله ½إلى اليمن¼ لأنه حارّ. قوله ½إلى الشام¼ لأنه بارد.
[3] قوله: [كأنه قيل إلخ] إشارة إلى سؤال مقدَّر ناشٍ عن قوله ½زعمتم إلخ¼ وذلك لأنّ إيراد المتكلِّم لفظ الزعم يشعر بأنه لم يسلِّم المزعوم فكان المقام مقام أن يقال ½أ صدقنا إلخ¼. قوله ½كذبتم¼ هذا هو الاسيتناف الذي حذف كلّه فالفصل هنا تقديريّ. قوله ½لهم إلف إلخ¼ منقطع عمّا قبله قائم مقام الاستيناف المحذوف.
[4] قوله: [لدلالته عليه] لأنّ قوله ½لهم إلف إلخ¼ علّة لقوله ½كذبتم¼ والعلّة تدلّ على المعلول, ويحتمل أن يكون قوله ½لهم إلف إلخ¼ جواباً لسؤال اقتضته الاستيناف المحذوف فكأنه لمّا قيل ½كذبتم¼ قيل ½لم كذبنا¼ فقيل ½لهم إلف إلخ¼ فيكون في البيت استينافان أحدهما محذوف والآخر مذكور تأمّل.