و½أيّدك الله¼ جملة إنشائيّة دعائيّة فبينهما كمال الانقطاع لكن عطفت عليها لأنّ ترك العطف يُوهِم[1] أنه دعاء على المخاطَب بعدَم التأييد مع أنّ المقصود الدعاء له بالتأييد فأينما وقع[2] هذا الكلام فالمعطوف عليه هو مضمون قولهم ½لاَ¼، وبعضهم[3] لمّا لم يقف على المعطوف عليه في هذا الكلام نقل عن الثعالبي حكاية مشتملة على قوله ½قلت لا وأيّدك الله¼ وزعم أنّ قوله ½وأيّدك الله¼ عطف على قوله ½قلت¼، ولم يعرف[4] أنه لو كان كذلك لم يدخل الدعاء تحت القول، وأنه[5] لو لم يحك الحكاية فحين ما قال للمخاطب ½لا وأيّدك الله¼ فلا بدّ له من معطوف عليه (وأمّا للتوسّط) عطف على قوله ½أمّا الوصل لدفع الإيهام¼ أي:
[1] قوله: [لأنّ ترك العطف يُوهِم إلخ] حكي أنّ أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه مرّ برجل في يده ثوب فقال الصديق: ½أ تبيع هذا¼ فقال الرجل: ½لا يرحمك الله¼ فقال الصديق: ½لا تقل هكذا قل لا ويرحمك الله¼, فإنّه يدلّ على أنّ ترك العطف هنا موهم لخلاف المقصود.
[2] قوله: [فأينما وقع إلخ] تفريع على قوله ½لكن عطفت عليها¼, وإنما أتى الشارح بهذا التعميم توطئة وتمهيداً للردّ على البعض الآتي. قوله ½هذا الكلام¼ أي: مثل هذا الكلام ممّا جمع فيه بين ½لاَ¼ لردّ الكلام السابق وبين جملة دعائيّة مثل ½لا ونصرك الله¼ أو ½لا ورحمك الله¼ أو ½لا وأصلحك الله¼. ثمّ قوله ½أينما¼ شرطيّة جوابها قوله ½فالمعطوف إلخ¼ أي: فالمعطوف هو ما تضمّنته ½لاَ¼ من الجملة.
[3] قوله: [وبعضهم] وهو الشارح العلاّمة الزوزنيّ. قوله ½في هذا الكلام¼ أي: في ½لا وأيّدك الله¼ وما ماثله. قوله ½نقل¼ جواب ½لمّا¼ أي: ونقل ذلك البعض. قوله ½وزعم¼ عطف على ½نقل¼.
[4] قوله: [ولم يعرف إلخ] أي: ولم يعرف هذا الزاعم أنه لو كان ½أيّدك الله¼ كذلك أي: معطوفاً على قوله ½قلت¼ لم يدخل الدعاء تحت القول وهو خلاف المراد إذ المقصود ½قلت لا وقلت أيّدك الله¼.
[5] قوله: [وأنه] عطف على ½أنه¼ الأوّل وردّ آخر على ذلك البعض. قوله ½الحكاية¼ المراد به ½قلت¼. قوله ½فحين ما¼ جواب ½لو¼ و½ما¼ مصدريّة, وضمير ½يحك¼ و½قال¼ للثعالبيّ, والفاء في ½فلا بدّ¼ زائدة, أو الجواب ½فلا بدّ¼ والفاء في ½فحين¼ زائدة, أي: ولم يعرف هذا الزاعم أنّ الثعالبيّ لو لم يأت بقوله ½قلت¼ فلا بدّ حين قوله ½لا وأيّدك الله¼ من معطوف عليه ولم يوجد ووجود العطف من غير معطوف عليه باطل فبطل كلامه, فالوجه أن جعل المعطوف عليه مضمون ½لا¼ كما مرّ.