عنوان الكتاب: مختصر المعاني

خبريّتين معنى فاللفظان إمّا إنشاآن[1] أو الأولى إنشاء والثانية خبر أو بالعكس فالمجموع ثمانية أقسام، والمصنف أورد للقسمين الأوّلين مثاليهما (كقوله تعالى: ﴿يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ[2] [النساء:١٤٢] وقوله: ﴿إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ لَفِي نَعِيمٖ (١٣) وَإِنَّ ٱلۡفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٖ﴾ [الانفطار:١٣-١٤]) في الخبريّتين[3] لفظاً ومعنى إلاّ أنهما في المثال الثاني متناسبان في الاسميّة بخلاف الأوّل (وقوله تعالى: ﴿كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ[4] [الأعراف:٣١]) في الإنشائيّتين[5] لفظاً ومعنى، وأورد للاتّفاق معنى فقط مثالاً واحداً إشارة إلى أنه يمكن تطبيقه[6] على قسمين


 



[1] قوله: [فاللفظان إمّا إنشاآن] نحو ½أ لم أكرمك وأ لم أعطك¼. قوله ½أو الأولى إنشاء والثانية خبر¼ نحو ½أ لم أكرمك وأعطيتك¼. قوله ½أو بالعكس¼ أي: أو الأولى خبر والثانية إنشاء نحو ½أمرتك بالتقوى وألم آمرك بترك الظلم¼. قوله ½للقسمين الأوّلين¼ أي: للجملتين المتّفقتين خبراً لفظاً ومعنًى والجملتين المتّفقتين إنشاءً لفظاً ومعنًى.

[2] قال تعالى: [﴿يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ] فإنّ الجملتين خبريّتان لفظاً ومعنى, والجامع بينهما اتّحادُ المسندين لأنهما معاً من المخادعة وكونُ كلّ من المسند إليهما مُخادِعاً ومُخادَعاً باعتبارين فبينهما شبه التضايف أو شبه التضادّ. قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ لَفِي نَعِيمٖالآية, فإنّ الجملتين خبريّتان لفظاً ومعنًى, والجامع بينهما التضادّ بين المسندين والمسند إليهما فإنّ الأبرار ضدّ الفجّار والكون في النعيم ضدّ الكون في الجحيم.

[3] قوله: [في الخبريّتين إلخ] أي: يقال المثالان في تمثيل الجملتين الخبريّتين لفظاً ومعنًى. قوله ½إلاّ أنهما إلخ¼ إشارة إلى نكتة إيراد المثالين للقسم الواحد وبيان للفرق بينهما.

[4] قال تعالى: [﴿كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ] فإنّ الجمل الثلاث إنشائيّات لفظاً ومعنى, والجامع بينها اتّحادها في المسند إليه وتناسبُها في المسند لأنّ بين الأكل والشرب والإسراف تقارناً في الخيال فإنّ الإنسان إذا تخيّل الأكل تخيّل الشرب لتلازمهما عادة وإذا حضرا في خياله تخيّل مضرّة الإسراف.

[5] قوله: [في الإنشائيّتين إلخ] أي: يقال المثال في تمثيل الجملتين الإنشائيّتين لفظاً ومعنى. قوله ½وأورد إلخ¼ تمهيدٌ للمثال الآتي وتنبيهٌ على الإشارة فيه وبيانٌ لفائدة العبارة. قوله ½إشارةً¼ أي: حال كونه مشيراً.

[6] قوله: [يمكن تطبيقه إلخ] أي: يمكن تطبيق المثال الآتي على قسمين من الأقسام الستّة للاتّفاق معنى فقط أحدهما أن تكون الجملتان إنشائيّتين معنى ولفظ الأولى خبر ولفظ الثانية إنشاء كما في ﴿لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ﴾ و﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا﴾, وثانيهما أن تكون الجملتان إنشائيّتين معنى ولفظاهما خبران كما في ﴿لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ﴾ و﴿وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَانٗا﴾ إذا قدِّر له ½تحسنون¼ بمعنى ½أحسنوا¼ كما يأتي.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471