عنوان الكتاب: مختصر المعاني

وأمّا معنًى فالمبالغة باعتبار أنّ المخاطَب كأنه سارع إلى الامتثال فهو يخبر عنه كما تقول ½تذهب إلى فلان وتقول له كذا¼ تريد الأمر[1] (أو) يقدّر[2] من أوّل الأمر صريح الطلب على ما هو الظاهر أي: (½وأحسنوا) بالوالدين إحساناً¼ فتكونان[3] إنشائيّتين معنى مع أنّ لفظ الأولى إخبار ولفظ الثانية إنشاء (والجامع بينهما) أي: بين الجملتين (يجب أن يكون باعتبار المسند إليهما والمسندين جميعاً) أي: باعتبار المسند إليه في الجملة الأولى والمسند إليه في الجملة الثانية وكذا باعتبار المسند في الأولى والمسند في الثانية (نحو ½يَشعُر زيد ويكتب¼) للمناسبةِ[4] الظاهرة بين الشعر والكتابة وتقارنِهما في خيال أصحابهما (½ويعطي)


 



[1] قوله: [تريد الأمر] أي: تريد به ½اذهب إلى فلان وقل له كذا¼ لكن تعبِّر بـ½تذهب¼ إظهاراً لكمال الرغبة حيث تعدّ الذَهاب كالواقع المتسارع إليه وذلك لأنّ المرغوب يتخيّل واقعاً وفي ذلك من المبالغة في طلب وقوع الذَهاب ما ليس في صريح الأمر وقولك ½إذهب إلى فلان¼.

[2] قوله: [يقدَّر] عطف على ½يقدَّر¼ الأوّل. قوله ½على ما هو الظاهر¼ لأنّ الأصل في الطلب أن يكون بصيغته الصريحة فلكلّ من التقديرين من ½تحسنون¼ و½أحسنوا¼ مرجِّح, وظاهر كلام المتن والشرح أنّ التقدير الأوّل أولى حيث قدّمه المتن وبيّنه الشرح أتمّ بيان, وإن كان الظاهر هو الثاني.

[3] قوله: [فتكونان] أي: الجملتان وهما قوله ½لا تعبدون إلاّ الله¼ وقوله ½أحسنوا¼ المقدَّر. قوله ½مع أنّ إلخ¼ أي: والحال أنّ لفظ الأولى إلخ. قال: ½المسند إليهما¼ الضمير راجع إلى اللام الموصولة باعتبار المعنى أي: اللذَيْنِ أسند إليهما. قال: ½جميعاً¼ أي: لا باعتبار المسند إليهما فقط أو المسندين فقط.

[4] قوله: [للمناسبة إلخ] أي: إنّما صحّ عطف ½يكتب¼ على ½يشعُر زيد¼ لوجود الجامع العقليّ بين المسندين وهو المناسبة وبين المسند إليهما وهو الاتّحاد. قوله ½وتقارنهما إلخ¼ أي: ولتقارنهما إلخ, وهذا جامع آخر بين المسندين لأنّ التقارن في الخيال جامع خياليّ. قوله ½في خيال أصحابهما¼ وهم الأُدَباء الذين يعانون النظم والنثر, وفيه إشارة إلى أنه ليس بينهما تقارن في الخيال مطلقاً.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471