كان بين زيد وعمرو مناسبة أو لم تكن فإنّه لا يصحّ لعدم تناسب[1] الشعر وطول القامة (السكاكي) ذكر[2] أنه يجب أن يكون بين الجملتين ما يجمعهما عند القوّة المُفكِّرة جمعاً من جهة العقل[3] وهو الجامع العقليّ أو من جهة الوهم وهو الجامع الوهميّ أو من جهة الخيال وهو الجامع الخياليّ، والمراد بالعقل[4] القوّة العاقلة المُدرِكة للكليّات[5] وبالوهم
[1] قوله: [لعدَم تناسب إلخ] علّة لعدم صحّة العطف مطلقاً, وحاصله أنه على فرض وجود المناسبة بين زيد وعمرو فهي مفقودة بين المسندين فامتنع العطف مطلقاً سواء كان بين المسند إليهما مناسبة أو لا.
[2] قوله: [ذكر] إشارة إلى أنّ قوله ½السكّاكي¼ مبتدأ محذوف الخبر. قوله ½ما يجمعهما¼ أي: جامع يجمع الجملتين كالاتّحادِ وشبهِ التماثل والتقارنِ في الخيال. قوله ½عند إلخ¼ أي: في القوّة المفكِّرة وهي القوّة الآخِذة من غيرها ما تتصرّف فيه بالحلّ والتركيب.
[3] قوله: [من جهة العقل] أي: جمعاً كائنا بواسطة حكم العقل بأن يتخيّل العقل بسبب ذلك الجامع على جمعهما في المفكِّرة. قوله ½وهو¼ أي: وما يجمعهما في المفكِّرة من جهة العقل الجامع العقليّ كالاتّحاد والتماثل والتضايف. قوله ½أو من جهة الوهم¼ أي: أو جمعاً كائناً بواسطة حكم الوهم بأن يتخيّل الوهم بسبب ذلك الجامع على جمعهما في المفكِّرة. قوله ½وهو¼ أي: وما يجمعهما في المفكِّرة من جهة الوهم الجامع الوهميّ كشبه التماثل والتضادّ وشبه التضادّ. قوله ½أو من جهة الخيال¼ أي: أو جمعاً كائناً بواسطة حكم الخيال بأن يتخيّل الخيال بسبب ذلك الجامع على جمعهما في المفكِّرة. قوله ½وهو¼ أي: وما يجمعهما في المفكِّرة من جهة الوهم الجامع الوهميّ كالتقارن في الخيال.
[4] قوله: [والمراد بالعقل إلخ] شروع في بيان القوى الباطنيّة المُدرِكة, قال السيِّد في حاشية "المطوّل": المفهوم إمّا كليّ وإمّا جزئيّ, والجزئيّ إمّا صور وهي المحسوسات بإحدى الحواسّ الخمس الظاهرة وإمّا معان وهي الأمور الجزئيّة المنتزعة من الصور المحسوسة, ولكلّ من الأقسام الثلاثة مُدرِك وحافظ, فمُدرِك الكليّ وما في حكمه من الجزئيّات المجرَّدة عن العوارض المادّية هو العقل وحافظه على ما زعموا هو المبدأ الفياض, ومُدرِك الصور هو الحسّ المشترك وحافظها الخيال, ومُدرِك المعاني هو الوهم وحافظها الذاكرة, ولا بدّ من قوّة أخرى متصرِّفة تسمّى مفكِّرة ومتخيّلة, وبهذه الأمور السبعة ينتظم أحوال الإدراكات كلّها, والمقصود الإشارة إلى الضبط وإن كان خارجاً عن الفنّ.
[5] قوله: [للكليّات] أي: ولما في حكمها من الجزئيّات المجرّدة عن العوارض الماديّة المعروضة للصور والأبعاد كالطول والعرض والعمق, وزعموا أولئك الضالّون أنّ خزانتها العقلُ الفيّاض وهو عقلُ فلك القمر وأنه العقل العاشر المُفيض على الكائنات ما تقبله وأنّ الأفلاك حيّة درّاكة لها نفوس وعقول.