فذكر مكان ½الجملتين¼ ½الشيئين¼ ومكان قوله ½اتّحاد في تصوّر مّا¼ ½اتّحاد في التصوّر¼ فوقع الخلل في قوله[1] الوهمي أن يكون بين تصوّريهما شبهُ تماثل أو تضادٌّ أو شبهُ تضادّ، والخيالي أن يكون بين تصوّريهما تقارن في الخيال لأنّ التضادّ مثلاً إنّما هو بين نفس السواد والبياض لا بين تصوّريهما أعني العلم بهما[2] وكذا التقارن في الخيال[3] إنّما هو بين نفس الصور فلا بدّ[4] من تأويل كلام المصنف، وحملُه على ما ذكره السكاكي بأن يراد بالشيئين الجملتان وبالتصوّر مفرد من مفردات الجملة غلطٌ
[1] قوله: [فوقع الخلل في قوله إلخ] أي: في قول المصـ: ½الوهميّ أن يكون بين تصوّريهما إلخ¼ وفي قوله: ½والخياليّ أن يكون بين تصوّريهما إلخ¼. قوله ½لأنّ التضادّ مثلاً إلخ¼ توجيه للخلل الواقع في قول المصـ الأوّل. قوله ½إنّما هو بين نفس السواد والبياض¼ أي: اللذَين هما متصوَّران.
[2] قوله: [أعني العلم بهما] أي: أعني بتصوّريهما العلمَ بهما إذ التصوّر في عبارة المصـ بمعنى العلم إذ لو أريد به المتصوّر كان معنى قوله ½بأن يكون بينهما اتّحاد في التصوّر¼: أن يكون بين المفردين اتّحاد في المفردين وهو بعيد, بخلاف قول السكّاكي ½بين الجملتين اتّحاد في تصوّر مّا¼ فإنّه لو حمل على المتصوّر لم يبعد لأنّ المتصوّر غير الجملتين بل جزء منهما وجزء الشيء غيره.
[3] قوله: [وكذا التقارن في الخيال إلخ] توجيه للخلل الواقع في قول المصـ الثاني. قوله ½إنّما هو بين نفس الصور¼ أي: لا بين تصوّراتها, وفيه أنّ هذا إنّما يظهر على التغاير بين العلم والمعلوم والتحقيق أنهما متّحدان بالذات وإنّما يختلفان بمجرّد الاعتبار فالصورة باعتبار حصولها في الذهن علم وباعتبار حصولها في الخارج معلوم, فالعلم هو الصورة الحاصلة في الذهن لا حصول الصورة في الذهن.
[4] قوله: [فلا بدّ إلخ] أي: إذا ثبت الخلل في عبارة المصـ فلا بدّ من تأويلها وصرفها عن ظاهرها بأن يقال أراد المصـ بـ½تصوّريهما¼ مفهوميهما فيستقيم كلامه. قوله ½وحمله إلخ¼ كلام مستأنف وردّ لما يقال توجيهاً لكلام المصـ من أنه أراد بالشيئين الجملتين وبالتصوّر المفرد فيرجع لما قاله السكّاكي, وحاصل الردّ أنّ هذا الحمل غلط لأنّ المصـ رَدَّ هذا الكلامَ في "الإيضاح" على السكّاكي وحمله على أنه سهو منه وقصد بهذا التغيير إصلاحه فكيف يحمل كلامه على ما قَصَد الفرارَ عنه.