عنوان الكتاب: مختصر المعاني

على سبيل التبعيّة وإنّما المقصود إثبات المجيء وجئت بالحال لتزيد في الإخبار عن المجيء هذا المعنى (ووصف له) أي: ولأنها[1] في المعنى وصف لصاحبها (كالنعت) بالنسبة إلى المنعوت إلاّ أنّ المقصود[2] في الحال كون صاحبها على هذا الوصف حال مباشرة الفعل فهي قيد للفعل وبيان لكيفيّة وقوعه بخلاف النعت فإنّه لا يقصد به ذلك بل مجرّد اتّصاف المنعوت به، وإذا كانت الحال[3] مثل الخبر والنعت فكما أنهما يكونان بدون الواو فكذلك الحال، وأمّا ما أورده بعض النحويين[4] من الأخبارِ والنعوتِ المصدّرةِ بالواو كالخبرِ في باب ½كان¼ والجملةِ الوصفيّة المصدّرة بالواو التي تسمّى واو تأكيد للُصُوق الصفة بالموصوف


 



[1] قوله: [أي: ولأنها إلخ] إشارة إلى أنّ قوله ½ووصف له¼ عطف على قوله ½حكم¼ وأنّ الضمير راجع إلى ½صاحبها¼, يعني فالحال ذات جهتين لها شبه بالخبر في أنها تفيد حكما ربما لا يعلمه المخاطب قبل سماعها ولها شبه بالنعت في دلالتِها على معنى في الصاحب وكونِها بحيث لو اسقطت لم يختلّ الكلام.

[2] قوله: [إلاّ أنّ المقصود إلخ] بيان للفرق بين الحال والنعت وحاصله أنهما وإن اشتركا في أنّ كلاًّ وصف في المعنى إلاّ أنهما يفترقان من جهة أنّ المقصود من الحال جعلها قيداً للحكم والمقصود من النعت جعله قيداً للمحكوم عليه فإذا قلت ½جاء زيد راكباً¼ أفاد تقييد الحكم الذي هو المجيء بالركوب وإذا قلت ½جاء زيد الراكب¼ أفاد تقييد المحكوم عليه الذي هو زيد بالركوب.

[3] قوله: [وإذا كانت الحال إلخ] هذا إشارة إلى مقدَّمة صغرى مأخوذة من المتن وقوله ½فكما أنهما يكونان بدون الواو¼ إشارة إلى مقدَّمة كبرى محذوفة وقوله ½فكذلك الحال¼ إشارة إلى النتيجة المحذوفة.

[4] قوله: [وأمّا ما أورده بعض النحويّين] أي: على الكبرى القائلة ½والخبر والنعت يكونان بدون الواو¼. قوله ½من الأخبارِ والنعوتِ¼ بيان لـ½ما¼. قوله ½المصدَّرةِ¼ صفة للأخبار والنعوت. قوله ½كالخبرِ في باب كان¼ كقول الحماسيّ ½فأمسى وهو عريان¼. قوله ½والجملةِ الوصفيّة إلخ¼ كقوله تعالى: ﴿أَوۡ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرۡيَةٖ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا﴾ [البقرة:٢٥٩] فإنّ جملة ½وهي خاوية¼ صفة لـ½قرية¼ والواو زائدة وفائدتها تأكيد وصل الصفة بالموصوف إذ الأصل في الصفة مقارنة الموصوف فهذه الواو أكّدت اللصوق وإليه أشار الشارح بقوله ½للُصُوق الصفة بالموصوف¼.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471