عنوان الكتاب: مختصر المعاني

فعلى سبيل التشبيه[1] والإلحاق بالحال (لكن خولف) هذا الأصل[2] (إذا كانت) الحال (جملة فإنّها) أي: الجملة الواقعة حالاً (من حيث هي جملة مستقلّة بالإفادة) من غير أن تتوقّف[3] على التعليق بما قبلها، وإنّما قال ½من حيث هي جملة¼ لأنها من حيث هي حال غير مستقلّة بل متوقِّفة على التعليق بكلام سابق قصد تقييده بها (فتحتاج) الجلمة الواقعة حالاً (إلى ما يربطها بصاحبها) الذي جعلت حالاً عنه (وكلّ من الضمير والواو صالح للربط[4] والأصل) الذي لا يعدل عنه[5] ما لم تمسّ حاجة إلى زيادة ارتباط (هو الضمير بدليل) الاقتصار[6]


 



[1] قوله: [فعلى سبيل التشبيه إلخ] جواب ما أورده بعض النحويّين, وحاصله أنّ أصل الحال وهو عدم اقترانها بالواو مكتسب من مشابهتها للخبر والنعت فلمّا خولف هذا الأصل في الحال واقترنت بالواو حمل الخبر والنعت عليها فلم يَخرُجا عمّا هو الأصل فيهما وهو عدم اقترانهما بالواو فلا يردان نقضاً.

[2] قوله: [هذا الأصل] وهو كون الحال بغير واو. قوله ½الحال¼ أي: الحال المتقدِّم ذكرها وهو الحال المنتقلة. قوله ½أي: الجملة الواقعة حالاً¼ إشارة إلى مرجع الضمير.

[3] قوله: [من غير أن تتوقّف إلخ] بيان وتفسير لكون الجملة مستقلّة بالإفادة. قوله ½على التعليق¼ أي: على الارتباط بما قبلها. قوله ½وإنّما قال إلخ¼ بيان لفائدة العبارة, والحاصل أنّ الجملة من حيث إنّها جملة لا تحتاج إلى ما يربطها بما قبلها ومن حيث إنّها وقعت حالاً تحتاج إلى ذلك فروعيت هذه الحيثيّة المحوِّجة للربط وخولف فيها الأصل المذكور وهو كونها بغير واو.

[4] قال: [صالح للربط] أمّا الضمير فلكونه عبارة عن المرجع وأمّا الواو فلكونها موضوعة لربط ما بعدها بما قبلها, واختلف في أيّهما أقوى في الربط فقيل الضمير لدلالته على المربوط به وإليه أشار بقوله ½والأصل هو إلخ¼ وقيل الواو لأنها موضوعة له إذ هي في أصلها للجمع لأنّ أصل الواو الحاليّة العاطفة.

[5] قوله: [الذي لا يعدل عنه] أي: لا ينبغي العدول عنه في نظر البلغاء وإلاّ فكثيراً مّا يقرِّرون في العربيّة جواز الأمرين فظاهر كلامهم جواز العدول من غير مساس حاجة. قوله ½ما لم تمسّ إلخ¼ أي: فإن مسّت الحاجة إلى زيادة الربط أتي بالواو لأنّ الربط بها أقوى لأنها موضوعة للربط وأمّا الضمير فهو موضوع للعود على مرجعه والربط حاصل لزوماً والحاصل أنّ أصالة الضمير في الربط إنّما هو بحسب الاستعمال لا من حيث الوضع وأصالة الواو فيه باعتبار الوضع.

[6] قوله: [بدليل الاقتصار إلخ] ظاهره أنّ الحال المفردة مربوطة بالضمير, وقيل إنها لا تفتقر إلى ربط لأنها دالّة على صاحبها بالوضع فالضمير فيها أدّى إليه الاشتقاق الموجب لتحمّل الضمير.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471