وبها رساتيق ووال ينصف المظلوم من الظالم وعالم يرجع إليه من الحوادث ورواية عن الإمام أبي يوسف: المصر موضع يبلغ المقيمون فيه عدداً لا يسع أکبر مساجد إيّاهم. في "الهداية"[1]: وهو اختار البلخي§ وبه أفتی أکثر المشائخ لما رأوا فساد أهل الزمان والولاة وعنه أيضاً: کلّ موضع فيه يسکن عشرة آلاف رجل وعنه أيضاً: أنّ کلّ موضع له أمير وقاض ينفذ الأحکام ويقيم الحدود وهو اختيار الکرخي[2] کذا في "الهداية"[3].
وقال بعضهم: هو أن يعيش کلّ محترف بحرفته من سنة إلی سنة من غير أن يحتاج إلی حرفة أخری وقال بعضهم: هو أن يکون بحال لو قصدهم عدوّ يمکنهم دفعه وقال بعضهم: أن يولد فيه کلّ يوم ويموت فيه إنسان وقال بعضهم: هو أن لا يعرف عدد أهله إلاّ بکلفة ومشقّة فمختار أکثر الفقهاء مراعة لضرورة زماننا والمفتی به عند جمهور المتأخّرين في تعريف المصر الرواية المختارة للبلخی[4] أي: ما لا يسع أکبر مساجده أهله المکلّفون بها وقال أبو شجاع: هذا حسن ما قيل فيه وفي "الولوالجية": وهو صحيح "بحر"[5]. وعليه
[1] "الهداية"، كتاب الصلاة، باب الجمعة، ١/٨٢.
§ في"الهداية": اختيار الثلجي ولكن في "تبيين الحقائق", ١/٥٢٣: وهو اختيار البلخي.
[2] هو عبد الله بن حسين بن دلال الكرخي، الحنفي, ت٣٤٠هـ، فقيه، من أهل العراق. من تصانيفه: مختصر في فروع الفقه الحنفي. "معجم المؤلفين"، ٢/ ٢٣٦.
[3] "الهداية"، كتاب الصلاة، باب الجمعة, ١/٨٢.
[4] هو حسين بن محمد بن خُسْرُوَا البلخي ثمّ البغدادي, ت٥٢٢هـ.
"الجواهر المضية"، ١/٢١٨.
[5] "البحر"، كتاب الصلاة، باب صلاة الجمعة، ٢/٢٤٧.