صلّى الله تعالى عليه وسلّم: أهل البدع كلاب أهل النار، وأخرجه عنه أبو حاتم الخزاعي[1] في جزئه الحديثي بلفظ[2]: أصحاب البدع كلاب أهل النار، ولأبي نعيم في "الحلية"[3]: عن أنس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلّى الله تعالى عليه وسلّم: أهل البدع شرّ الخلق والخليقة، قال العلماء[4]: الخلق: الناس والخليقة: البهائم، نسأل الله السلامة والعفو والعافية.
ثُمّ أقول: يجب التقييد أيضاً بما إذا لَم يكن من المتناهين في الدناءة المعروفين بها كالحائك الدبّاغ والخصّاف والحلاّق ونظرائهم فإنّ المدار على وجود العار في عرف الأمصار كما صرّح به العلماء الكبار، قال المحقّق على الإطلاق في "فتح القدير"[5]: الموجب هو استنقاص أهل العرف فيدور معه, اﻫ. وفي "ردّ المحتار"[6]: وقد علمت أنّ الموجب هو
[1] هو أبو حاتم محمد بن عبد الواحد بن محمد بن زكريا الخزاعي الرازي اللّبان ت٣٩٢هـ. روى عن ميسرة بن علي, وحامد الرفّاء, وابن عدي. روى عنه: أبو العلاء الواسطي, والجوهري, ابن المهتدي بالله وعدة. "تاريخ الإسلام", ٢٧/٢٧٥.
[2] ذكره السّيوطي في"الجامع الصغير" ١٠٨٠, صـ٧١, عن أبي حاتم الخزاعي.
[3] أخرجه أبو نعيم في "الحلية" ١٢٣٥٨، أبو مسعود الموصلي، ٨/٣٢٣: هو أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، أبو نعيم، حافظ، مؤرّخ، من الثقات في الحفظ والرواية ت٤٣٠هـ، من تصانيفه: "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء"، "معرفة الصحابة"، "دلائل النبوّة". "الأعلام"، ١/١٥٧.
[4] انظر "فيض القدير"، حرف الهمزة، تحت الحديث: ٢٧٦١، ٣/٨٤.
و"المرقاة"، كتاب الديات، باب قتل أهل الردة. إلخ، تحت الحديث: ٣٥٤٣، ٧/١٠٩.
[5] "الفتح"، كتاب النكاح، فصل في الكفاءة، ٣/١٩٣.
[6] "ردّ المحتار"، كتاب النكاح، باب الكفاءة، ٤/٢٠٤.