عنوان الكتاب: سيرة الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله

قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: كان الإمام الشافعي رحمه الله يقسم اللّيلَ ثلاثةَ أجزاءٍ، ثلثًا للعلم، وثلثًا للعبادة، وثلثًا للنّوم[1].

وقال سيدنا الرَّبيعُ بنُ سليمانَ رحمه الله تعالى: كان الإمام الشَّافعي رحمه الله تعالى يختم القرآن الكريم في كلِّ يومٍ مرَّةً، وفي رمضان ستِّين مرَّةً، كلُّ ذلك في الصَّلاة[2].

أيها الإخوة! لنتفكّر أنّ الإمام الشافعي رحمه الله تعالى لم يكن رجلًا عاديًا بل كان مفتيًّا عظيمًا، يستفتيه الناس في قضاياهم فيجيب بما آتاه الله من العلم بعد أنْ أذن له شيوخه بذلك، فكان من العلماء الكبار، وكان يحضر إليه النّاس ليرووا ظمأهم بالعلم، ومع كلّ هذه المشاغل كان رحمه الله تعالى يخصّص الوقت لتلاوة القرآن الكريم.

تعالوا لنتدبّر! هل نحن أيضًا نخصّص وقتًا لتلاوة القرآن؟ وليفكّر كلّ منّا أنّ القرآن الكريم هو كلام ربّنا الذي يرزقنا ويربّينا ويكرمنا بألوفٍ من النِّعَم، فهل نحن نقرأ كلام هذا الربّ!؟ كم من الأيّام مرّت ونحن لم نقرأ القرآن!؟ بالتأكيد! أنّ القرآن الكريم موجود في كلّ بيت من بيوتنا، ولكن متى نخرجه من الخزانة للقراءة!؟


 

 



[1] "إحياء علوم الدين"، كتاب العلم، الباب الثاني في العلم المحمود والمذموم وأقسامهما وأحكامهما، ١/٤٤.

[2] "الروض الفائق في المواعظ والرقائق"، المجلس الثامن والثلاثون، ص ٢٠٧.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33