عنوان الكتاب: سيرة الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله

فعله الخيّاط كان استهزاءًا به ولكنّ الإمام الشافعي جعله خيرًا بذكائه، ودعا للخيّاط بالبركة، ولكنّه في الوقت الحاضر يعتبر هذا العمل صعبًا للغاية؛ لأنّ النّاس يحاولون العثور على جانب الشرّ حتّى في الخير بدلًا من التركيز على جانب الخير، لكن انظُرُوا لهذه العظمة عند أسلافنا الصالحين رحمهم الله الّذين كانوا يحاولون التركيز على الخير حتى فيما يظهر أنّه شرّ.

من قصص السيّدة رابعة البصرية رحمها الله

مَرَّتْ السيدة رابعة العدوية رحمها الله تعالى على رجلٍ بالبصرة أُخِذَ على فاحشةٍ فصُلِبَ، فقالتْ رحمها الله تعالى: بأبي ذلك اللِّسانُ الذي كنتَ تقول به: لا إله إلّا الله[1].

أيها الأحبّة! أنتم سمعتم الآن أنّ ذلك الرجل الذي كان قد صُلِب في كبيرة من الكبائر، فلم تذكر السيّدة رابعة رحمها الله ما كان فيه من الشرّ والذنوب بل ذكرت خيره بعدما عرفته، فيا ليتنا! نلتزم بالفكر الإيجابي، لنرى ما يكون خيرًا ونشجّع على العمل فيه، ولنَستَمِع لما هو خير فلا ننطق إلّا خيرًا؛ لأنّ اللسان بوّابة لما يكون في القلب من الشرّ.

صفة الصمت والإمام الشافعي رحمه الله

أيها الأحبّة الأعزّاء! من الأسرار التي تعين على نيل الرشدِ والحكمةِ حفظُ اللّسان من الكلام فيما لا يعني، قد ورد في الحديث الشريف: أنّ


 

 



[1] "طبقات الصوفية" للسلمي، ذكر النسوة المتعبدات الصوفيات، ص ٣٨٩.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33