عنوان الكتاب: سيرة الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله

الله أنْ يعيننا على أنْ ينتهي هذا الجشع، ونكون ممّن ينفقون في سبيل الله؛ ليفتح علينا أبوابًا من كنوزه بإذن الله، وفقّنا الله تعالى لهذا، آمين.

تعامله مع المسيء

رُوي عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى أنّه خاط قميصًا عند بعض الخيّاطين ممّن جَهِلَ قدْرَه، فهزّأ به الخيّاطُ وجعل له الكُمَّ اليمين ضيقًا لا تخرج منه يدُه إلّا بجهدٍ، والكُمَّ الآخَر كأنّه رأس عِدل، فلمّا جاء الإمام الشافعي رحمه الله تعالى رأى كُمًّا ضيّقًا جدًّا والآخر متّسعًا جدًّا فقال: جزاك الله خيرًا، هذا الكُمّ الضيّق جيّدٌ لتشمير الوضوء، وهذا الكمّ الواسع لأجل الكتاب.

وكان رسول الملِك قد جاء إلى الإمام الشافعي رحمه الله بعشرة آلاف درهم، فصادفه عند الخيّاط، فقال: ادفعها إليه حقَّ خياطته هذا الثوب.

فسأل عنه الخيّاطُ.

فقيل له: هذا الإمام الشافعي رحمه الله تعالى.

فتبعه وقَبَّلَ أقدامه واعتذر إليه، ثمّ خدمه وصار من أصحابه[1].

أحبّتي! ها قد سمعتم عن الإمام الشافعي رحمه الله وحسن خُلقه، هناك شيء مهمٌّ في هذه القصّة يستدعي اهتمامًا كبيرًا، تعالوا بنا لنرى! جعل الخيّاط كُمًّا واحدًا من القميص ضيقًا والآخر متّسعًا جدًّا عمدًا، وكلّ ما


 

 



[1] "الروض الفائق"، باب في مناقب الإمام الشافعي، ص ٢٠٨.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33