عنوان الكتاب: سيرة الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله

أيّها الإخوة! هذه لحظة تأمّل، لكن من المؤسف! أنْ يكون لدينا وقت للهواتف، ووقت لوسائل التواصل الاجتماعي، ووقت طويل لكسب المال الدنيوي، ونجهّز أنفسنا بدقّة للتنزّه والترفيه، ولكنّنا للأسف الشديد! لا نجد وقتًا ولعدّة أيّام بل أسابيع أو شهور لتلاوة القرآن الكريم، ثمّ نشتكي من عدم توفّر الوقت!؟ وكثير منّا لا يخطر بباله قراءة القرآن الكريم، والحقيقة المؤسفة! أنّنا لا نعدّ تلاوة القرآن الكريم من أهدافنا، وهذا ليس من أحوال المسلم الصادقة، وفّقنا الله لتلاوة القرآن الكريم، آمين بجاه خاتم النبيّين .

كان يدعو لكافة المسلمين

قال الحسين بن علي يعني: الكرابيسي رحمه الله تعالى قال: بتُّ مع الإمام الشافعي رحمه الله تعالى غير ليلةٍ، فكان يُصلِّي نحو ثُلُث الليلِ، فما رأيتُهُ يزيدُ على خمسينَ آيةً، فإذا أكثر فمِائةٍ، وكان لا يمُرُّ بآيةِ رحمةٍ إلَّا سأَلَ الله لنفسه وللمؤمنين أجمعين، ولا يمُرُّ بآيةِ عذابٍ إلَّا تعوَّذ منها، وسأَلَ النَّجاة لنفسهِ ولجميعِ المُسلمينَ[1].

سبحان الله! هذا هو إمامنا الجليل العابد المتبتّل محمّد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى لم يكتف بالدعاء لنفسه فقط بل كان كلّ يوم يذكر إخوته المسلمين في دعائه أيضًا، وقد بيّن الله لنا بأنّ هذه عادة


 

 



[1] "تاريخ بغداد"، ذكر من اسمه محمد...إلخ، محمد بن إدريس، ٢/٦١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33