عنوان الكتاب: سيرة الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله

حسنة لنبيّه وخليله سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وأنّه كان يدعو لكافّة عباد الله المسلمين، كما جاء في القرآن المجيد: ﴿رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ يَوۡمَ يَقُومُ ٱلۡحِسَابُ ٤١]إبراهيم: ١٤[.

لا تكسل عن الدعاء

أيها الأحبّة الأعزّاء! الدعاء من أعظم العبادات وأجلّها، وهو مِن أرفع العادات الحسنة، فقد ورد الحثُّ على الدعاء في الحديث النبوي الشريف: عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله : «الدُّعَاءُ مُخُّ العِبَادَةِ»[1].

أيها الإخوة! ومِن أفضل فوائد الدعاء أنّ الدعاء من الأعمال الصالحة المجّانيّة، حيث لا يكلّفك بذل ولا مال، ولا يتطلّب أيّ جهد، بل يتطلّب انتباه القلب وحركة اللّسان فقط، والدعاء يجزء بدعوة القلب أيضًا دون تحريك اللّسان، ولكن الكثير يبخلون حتى في الدعاء في مجتمعنا، بل قلّ عدد الّذين يدعون لأنفسهم بيننا، واقتصر ذلك على مَن يصلّي الصلوات ويلتزم بالدّين فهو الّذي يتوجّه إلى الدعاء على الأغلب، ونرى معظم النّاس يعانون من المشاكل، فيواجهون المصائب، ويمرضون ويتعبون من الديون فيأخذون بكافّة الأسباب ولكن لا يتوجّهون إلى


 

 



[1] "سنن الترمذي"، كتاب الدعوات، باب ما جاء في فضل الدعاء، ٥/٢٤٣، (٣٣٨٢).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33