عنوان الكتاب: سيرة الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله

أيّها الإخوة الكرام! هو إمامٌ، فقيه، مجتهد، تقيّ، عابد، عالم، عامل، عاشق للرسول ومحبّ للصحابة وأهلِ البيت رضي الله تعالى عنهم سيّدُنا الإمام محمّد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى، وكان من الأئمّة الأجلّاء وأعيان القرن الثاني الهجري.

دعونا لنسعد اليوم بسماع طرف من فضائله ومناقبه وبعض صفاته السامية رحمه الله تعالى، نسأل الله أنْ يوفّقنا لأنْ نقتبسَ من حياة أولئك الصالحين، ونجعل حياتنا مستنيرة ببركاتهم، آمين بجاه خاتم النبيّين .

يبعث الله مجدِّدًا على رأس كلِّ مئة سنة

جاء في "سنن أبي داود": عن سيّدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله : «إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا»[1].

أيّها الأحبّة! من السُّنن الجارية في الأمم الماضية أنّ الله تعالى يبعث نبيًّا عقب وفاة النبيّ عليه الصلاة والسلام، وهو الذي يبلّغ الدِّين ويعلّم النّاس التعليمات الدينيّة الحقيقيّة، لكن بعد نبينا محمّد أُغلق بابُ النبوّة؛ لأنّ نبيَّنا محمّد قد بُعِث خاتمًا للنبيّين عليهم الصلاة والسلام، فلا يمكن أنْ يأتي نبيٌّ جديدٌ بعده حتّى يوم القيامة، فكان هذا هو الطريق الوحيد لتجديد الدِّين في هذه الأمّة أنْ يبعث الله مجدّدًا


 

 



[1] "سنن أبي داود"، كتاب الملاحم، باب ما يذكر في قرن المائة، ٤/١٤٨، (٤٢٩١).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33