عنوان الكتاب: سيرة الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله

على رأس كلّ مئة سَنة، مَن يجدّد للناس أمر دينهم، ومعلومٌ أنّ الناس يضيفون معتقدات باطلة إلى الدِّين، ويحوّلون أفكارًا سيّئة فيجعلونها تعاليم دينيّة، ويحاولون بالباطل تغيير معنى القرآن الكريم، فتصبح العادات السيّئة شائعة كتعاليم دينيّة، ثمّ يبعث الله مجدّدًا يشير إلى هذه المعتقدات السيّئة والأفكار النقيصة والعادات الرّذيلة ويدفعها عن الدين والتديّن، ويجدّد جوهر الدين وحقّ التعاليم الدينيّة.

كان الإمام الشافعي رحمه الله مُجدّدًا

لقد سلف الكثير من المجدّدين الّذين جدّدوا في الدِّين وخدموا الإسلام والمسلمين، وبحمد الله وفضله! فإنّ سيّدنا وإمامنا الشافعي رحمه الله تعالى كان منهم، حيث قال سيدنا عبد الملك المَيمُوني رحمه الله تعالى: كنتُ عند سيدنا أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، وجرى ذكرُ الإمام الشافعي رحمه الله تعالى فرأيتُ سيدنا أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى أنّه قال: رُوي عن النبي قال: «إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا»[1]، فكان سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى على رأس المائة، وأرجو أنْ يكون الإمام الشافعي رحمه الله تعالى على رأس المائة الأخرى[2].


 

 



[1] "سنن أبي داود"، كتاب الملاحم، باب ما يذكر في قرن المائة، ٤/١٤٨، (٤٢٩١).

[2]) "مناقب الشافعي" للبيهقي، باب ما جاء في إخبار المصطفى...إلخ، ١/٥٥.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33