والبهتان وغيرها من الذنوب الأخرى، ونحن لا نعلم ماذا نرتكب، وفقّنا الله جلّ وعلا لحفظ الّلسان، آمين يا ربّ العالمين.
جاء عن سيدنا سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه، عن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ»[1].
ينبغي أنْ يحفظ المرء لسانَه من الكذبِ والغيبةِ والكلامِ المحرّم، والفمَ مِن الأكل الحرام، والفرجَ من الزنا والفحشاء، ومَن حفظ هذه الجوارح كان مِن الأتقياء، واعلموا أنّ ٨٠ بالمئة من الأخطاء التي يقع بها المرء بسبب اللّسان؛ لأنّ من يحفظ لسانه لا يكذب ولا يغيّر الباطل ولا يفعل النميمة، وقد تعلّمنا من الحديث السابق أنّه مَنْ حفظ لسانه وفرجه ممّا حرّم الله له؛ فله الجنّة، وهذه البشارة إلى يوم القيامة؛ لأنّ ضمانَ النبي ﷺ مستمرّ إلى يوم القيامة، وضمانُه بمثابة ضمانِ الله تعالى[2].
زِن كلامك قبل التكلّم
قال سيدنا الإمام الشافعي لصاحبه الربيع رحمهما الله تعالى: يا ربيع! لا تتكلّم فيما لا يعنيك، فإنّك إذا تكلّمْتَ بالكلمة ملكتْكَ ولم تملكها[3].