عنوان الكتاب: سيرة الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله

رسول الله قال: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ قَدْ أُعْطِيَ زُهْدًا فِي الدُّنْيَا، وَقِلَّةَ مَنْطِقٍ، فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُلْقِي الْحِكْمَةَ»[1].

وكان سيدنا الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يحفظ لسانه من فضول الكلام، وقد وهبه الله تعالى الحكمة والرشد فكان متحلّيًا بالصمت، وذات مرّة سُئِلَ الإمام الشافعي رحمه الله عن مسألةٍ فسكت.

فقيل له: ألَا تجيب رحمك الله؟

فقال: حتّى أدري الفضلَ في سكوتي أو في جوابي[2].

سبحان الله! ما أحسن جوابه رحمه الله! ولذا قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى عقب نقله لهذه القصّة القصيرة: فَانْظُرْ في مراقبته للسانه مع أنّه أشدّ الأعضاء تسلّطًا على الفقهاء وأعصاها على الضبط والقهر، وبه يستبين أنّه كان لا يتكلّم ولا يسكت إلّا لنيل الفضل وطلب الثواب[3].

وفّقنا الله سبحانه وتعالى وإيّاكم لأنْ نوزن كلامنا قبل التكلّم، وإلّا فسنقع في الخسران المبين، وإذا تكلّمنا دون فهم وفقه، وكلامنا العادي يحتوي على كثيرٍ من السيّئات ففيه الغيبة والنّميمة والكذب


 

 



[1] "سنن ابن ماجه"، كتاب الزهد، باب الزهد في الدنيا، ٤/٤٢٢، (٤١٠١).

[2] "إحياء علوم الدين"، كتاب العلم، الباب الثاني في العلم المحمود والمذموم وأقسامهما وأحكامهما، ١/٤٤.

[3] المرجع السابق.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33