الوجه، كما يقول سيدنا الحميدي رحمه الله تعالى: قدم علينا الإمام الشافعي رحمه الله تعالى بصَنعاء، فضربتُ له الخيمةَ ومعه عشرة آلاف دينار، فجاء قوم وسألوه، فما قلعت الخيمة ومعه منها شيء[1].
وقال سيدنا الرَّبيعُ بنُ سُليمان رحمه الله تعالى: تَزَوَّجْتُ فَسَأَلَنِي الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: كَمْ أَصْدَقْتَهَا؟
قُلْتُ: ثَلَاثِينَ دِينَارًا.
فقال: كَمْ أَعْطَيْتَهَا؟
قُلْتُ: سِتَّةَ دَنَانِيرَ.
فَصَعِدَ دَارًا وَأَرْسَلَ إِلَيَّ بِصُرَّةً فِيهَا أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ دِينَارًا[2].
سبحان الله! ما أحسن هذا السخاء والعطاء!
أيها الأحبة! هذا الاهتمام من الإمام الشافعي رحمه الله قد اكتشف فيه بنفسه كم هو المهر المتبقّي على تلميذه، وعندما عرف لم يكتف بالسؤال فقط بل قام بنفسه فأدّى ما بقي من المهر، اللهم وفّقنا للاقتداء بهؤلاء الكرام، يا ليتنا! نخرج ما في قلوبنا من الجشع على الدنيا والمال، تأمّلوا كم هو حرصنا على المال، نتألّم حين خروجه من الجيب، ولا نتجرّأ على تقديم المساعدة للفقراء إلّا بجهدٍ جهيدٍ إنْ حصل، نرجو من