عنوان الكتاب: سيرة الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله

(٢) وقال النبي : «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»[1].

أيها الأحبّة الأعزّاء! لقد اتّفَقَت الأمّةُ على وجوب صلتها وحرمة قطعها للأدلّة القطعيّة من الكتاب والسنّة على ذلك.

وهناك تتفاوت درجاتها (أي: صلة الرحم) ففي الوالدين أشدّ من المحارم[2].

وجاء في "الدرر الحكام": صِلَةُ الرَّحِمِ وَاجِبَةٌ وَلَوْ بِسَلَامٍ وَتَحِيَّةٍ وَهَدِيَّةٍ وَهِيَ مُعَاوَنَةُ الْأَقَارِبِ وَالْإِحْسَانُ إلَيْهِمْ وَالتَّلَطُّفُ بِهِمْ وَالْمُجَالَسَةُ إلَيْهِمْ وَالْمُكَالَمَةُ مَعَهُمْ[3].

قال الإمام الأعظم أبو حنيفة في وصيّته لتلميذه أبي يوسف بنِ خالدٍ السَّمْتي البصري رحمهما الله تعالى: واعلَم أنَّك متى أسأتَ عِشْرةَ النَّاسِ صاروا لك أعداءً، ولو كانوا أمهاتٍ وآباءً، ومتى أحسنْتَ عِشرةَ الناسِ من أقوامٍ ليسوا لك أقرباءَ صاروا لك أقرباءَ[4].

وقال سيدنا أبو اللّيث السمرقندي رحمه الله تعالى: واعلم بأنّ في صلةِ الرَّحِم عشرَ خصالٍ محمودة: أوّلها: أنّ فيها رضا الله تعالى، والثاني: إدخال السُّرُورِ عليهم، والثالث: أنّ فيها فرَحَ الملائكة، والرابع: أنّ فيها


 

 



[1] "صحيح البخاري"، كتاب الأدب، باب إكرام الضيف، ٤/١٣٦، (٦١٣٨).

[2] "رد المحتار"، كتاب الحظر والإباحة، ٩/٦٧٨.

[3] "الدرر الحكام في شرح غرر الأحكام"، كتاب الطهارة، ١/٣٢٣.

[4] "أبو حنيفة حياته وعصره"، باب آراء لأبي حنيفة في الفكر...إلخ، ص٢٠٦.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33