(٢) وقال النبي ﷺ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»[1].
أيها الأحبّة الأعزّاء! لقد اتّفَقَت الأمّةُ على وجوب صلتها وحرمة قطعها للأدلّة القطعيّة من الكتاب والسنّة على ذلك.
وهناك تتفاوت درجاتها (أي: صلة الرحم) ففي الوالدين أشدّ من المحارم[2].
وجاء في "الدرر الحكام": صِلَةُ الرَّحِمِ وَاجِبَةٌ وَلَوْ بِسَلَامٍ وَتَحِيَّةٍ وَهَدِيَّةٍ وَهِيَ مُعَاوَنَةُ الْأَقَارِبِ وَالْإِحْسَانُ إلَيْهِمْ وَالتَّلَطُّفُ بِهِمْ وَالْمُجَالَسَةُ إلَيْهِمْ وَالْمُكَالَمَةُ مَعَهُمْ[3].
قال الإمام الأعظم أبو حنيفة في وصيّته لتلميذه أبي يوسف بنِ خالدٍ السَّمْتي البصري رحمهما الله تعالى: واعلَم أنَّك متى أسأتَ عِشْرةَ النَّاسِ صاروا لك أعداءً، ولو كانوا أمهاتٍ وآباءً، ومتى أحسنْتَ عِشرةَ الناسِ من أقوامٍ ليسوا لك أقرباءَ صاروا لك أقرباءَ[4].
وقال سيدنا أبو اللّيث السمرقندي رحمه الله تعالى: واعلم بأنّ في صلةِ الرَّحِم عشرَ خصالٍ محمودة: أوّلها: أنّ فيها رضا الله تعالى، والثاني: إدخال السُّرُورِ عليهم، والثالث: أنّ فيها فرَحَ الملائكة، والرابع: أنّ فيها