نُنْكِرُ فَضْلَهُمْ لِمَكَانِكَ الَّذِي جَعَلَكَ اللهُ بِهِ مِنْهُمْ، أَرَأَيْتَ بَنِي الْمُطَّلِبِ أَعْطَيْتَهُمْ، وَمَنَعْتَنَا، فَإِنَّمَا نَحْنُ وَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزِلَةٍ.
فقال رسولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّهُمْ لَمْ يُفَارِقُونِي فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ، إِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ، وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ وَاحِدٌ» وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ[1].
وقال الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى: إنّ الله قَدَّرَ أنْ صَيَّرَ الإمام الشافعي رحمه الله تعالى كالنّاصر لدين محمّد والذاب عنه، ولذا لقّبوا الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في بغداد بـ "ناصر الحديث" حتّى تكون نسبة الأولاد إلى الأولاد كنسبة الأجداد إلى الأجداد.
ثمّ أضاف رحمه الله قائلًا: إنّ الإمام الشافعي رحمه الله تعالى مِن آل محمّد ﷺ، فكان داخلًا في قولنا: "اللهم صلّ على محمّد وعلى آلِ محمّد"، ولمّا كان هو من آل محمّد ﷺ لا جرم وجبت الصلاةُ عليه مِن جملة الآل[2].
وقد ورد في الحديث الشريف: عن سيدنا عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «كُلُّ نَسَبٍ وَسَبَبٍ يَنْقَطِعُ يَوْمَ القِيَامَةِ، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سَبَبِي وَنَسَبِي»[3].